مسيرة والأعمال الفنية لفنــان الكويت الراحل
عوض فرحان الدوخى
وفــاءا لذكراه الخالده فى نفوسنا
عسى ان تصـون وتحيى الأجيال القادمة تراثه
عوض دوخي التباب الذي اقتحم الغناء
اسمه الحقيقي عوض فرحان دوخي من مواليد عام 1933 وقدمته للإذاعة الفنانة الشعبية عودة المهنا عام 1958م وغنى في الإذاعة أول أغانيه
يامن هواه اعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت انك لن تخون وخنتني
اشتهر بأغاني التباب والصوت وقدمها في قالب فني جميل لم يستطع الوصول إليه من عاصروه من مطربي الكويت الأوائل والتباب هم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة و غالباً ما يكونوا أولاد الغواصين ويقومون بالأعمال البسيطة كتقديم القهوة والماء وغسل الأواني ويساعدون في الفلاقة أو تفتيش المحار بعد فلاقته
عوض الدوخي سحر النغم الشرقي في ثوبه الأصيل
عند الحديث عن عوض الدوخي فإن الحديث سيطول ويطول وستتشعب الأمور إلى أماكن بعيدة ربما تأخذنا لسنوات ابعد من سنوات عمره التي عاشها وقضاها في الفن وقدم صورة حقيقية للمطرب الأصيل الذي يبحث جاهدا هنا وهناك لتقديم ماهو جيد ومميز
بدأ حياته الفنية عام 1941 ايام الغوص والبحر عندما كان يغني على ظهر السفن وظهر لاول مرة من خلال الاذاعة عام 1958
ادى طيلة حياته حوالي مائتى اغنية ومارس التلحين ومعظم الفنون الشعبية وتنطبق عليه كل صفات البحارة ويعتبر اول من طور فن الصوت وهو اسلوب وطريقة في الغناء لها ايقاعها المعروف ونموذجها اللحني
وشارك الدوخي في العديد من الحفلات الغنائية بالدول العربية وغنى لام كلثوم وبعض المطربين العرب المشهورين توفى بتاريخ 17 ديسمبر 1979
عندما نتحدث عن الفنان الراحل عوض دوخي فاننا لا بد من ان نتوقف عند ابداعات هذا الفنان الذي عشق التراث وابدع فيه وغدا أحد أهم فرسانه الذين رفدوا الأغنية الكويتية بابداعاتهم وأعمالهم الخالدة
وتشير المصادر الى ان عوض فرحان دوخي من مواليد منطقة الشرق فريج المطبة عام 1933 كانت بدايته كسائر الأطفال صدم بوفاة والده وعمره لم يتجاوز السنوات الخمس وتلقى دروسه الأولى عند الملا بلال والملا زكريا حيث تعلم أصول القراءة والكتابة والقرآن الكريم ثم انتقل بعد ذلك الى مدرسة النجاح
ودرس معه في تلك الفترة شقيقه الراحل د يوسف دوخي الذي يقول عن تلك المرحلة عوض دوخي تحصيله العلمي بسيط درسنا أنا وهو في مدرسة ملا بلال وتلقينا دروسا في حفظ القرآن الكريم وكتابة الخط ودراسة الحساب البدائية هذا هو تحصيل عوض دوخي الدراسي عشق الغناء منذ الصغر وارتبط بالبحر لكون والده كان تبابا وقد ورث الفن عن عائلته فشقيقه الأكبر عبداللطيف كان يجيد العزف وشقيقه الأصغر يوسف فنان محب للغناء والطرب وعندما كان عمره 12 عاما بدأ يحب الغناء الأصيل حيث يؤدي أغاني المطرب الراحل محمد بن فارس خاصة الأصوات كما كان يقلد بعض مقرئي القرآن ومنهم محمود عبدالوهاب وهو مقرئ عراقي شهير
وفي سن الرابعة عشرة انتقل عوض دوخي الى فريج الشيوخ مع والدته والتقى هناك بأحد أقرباء عائلة الخليفة واسمه سلطان أحمد وهو عازف للعود وكانت هناك جلسات فنية بين الاثنين واشترك الاثنان بشراء عود وهذا ما ساعد عوض دوخي على ممارسة العزف بحرية أكثر وساعده في ذلك شقيقه عبداللطيف وقد تمكن من عزف يا حبيبي من كثر جفاك للموسيقار محمد عبدالوهاب
وانتقل عوض دوخي بعد ذلك الى مرحلة جديدة اذ بدأ العزف في الجلسات الشبابية بمساعدة شقيقه الأكبر الذي اعتبره معلمه الأول وكان آنذاك يستمع الى مطربين بارزين خاصة محمد بن فارس وضاحي بن وليد من البحرين وتأثر بهما في غناء الصوت كما كان يستمع الى أغاني المطربة أم كلثوم وكان يؤجر البشتختة لسماع اسطوانات محمد بن فارس وأم كلثوم
عوض والبحر
ارتبط الراحل عوض دوخي بالبحر منذ الصغر وعن تلك الذكريات يتحدث دوخي كان عمري آنذاك 14 عاما سافرت مع عبدالرحمن بن عثمان الشهير بعبدالرحمن خيشة او بوخيشه وكنت تبابا وتوالت سفراتي بعد ذلك مع عدد من النواخذ حتى عام 1948 حيث كنت مع أخي يوسف كنت بحارا وكان هو تبابا في بوم بن شاهين ثم مع بوقماز نغني اجمل الألحان (هذا ما ذكره الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر) ويتابع عوض حدث ان طلب مني النوخذة يوسف بن يعقوب السفر معه بحارا فقلت له أنا لست بحارا أنا مطرب وذهبت معه وغنيت يا غصين البان على العود
ويذكر يوسف دوخي انه كان يرافق عوض دوخي الى عند أحمد الزنجباري في عام 1945 حيث يجتمع هناك كبار المطربين وعن ذلك يقول كان أحمد الزنجباري قد حط في الكويت أخيرا وكنا نسمع ان كبار المطربين يجتمعون لديه كان ذلك في عام 1945 أو 1946 كنا نذهب للاستماع فقط لكن بعد ذلك نشأت علاقة وطيدة بين الزنجباري وعوض حيث غنى عوض 1947 في اذاعة شيرين وكنت استمع في الخارج وأحيانا أشارك على المرواس
والغريب ان عوض دوخي لم يُعتمد كمطرب في البداية وتقول الخطابة ان طه صاحب محل الاسطوانات الذي يبيعها ويسجل للمطربين في الاربعينات رفض التسجيل لعوض دوخي وعندما استمع الى صوته قال انت مرفوض ولا تصلح للغناء وهذا كان الدافع الأساسي لعوض للتحدي واثبات وجوده حيث احتك بعد ذلك بكبار المطربين واستفاد منهم
ويقول عوض دوخي أول اغنية سجلتها في اذاعة شيرين عام 1947 وغنيت صوت يشوقني برق من الحي لامع
كما سجل بعض الأصوات الأخرى واستمر في الغناء لسنوات قبل ان يدخل اذاعة الكويت حيث سجل في 11 نوفمبر 1959 صوت يا من هواه اعزه واذلني وحقق بعد ذلك شهرة واسعة وعرف كمطرب بارز لكن بعد تسجيل الأغنية جرى ايقافه لثلاثة أشهر بقرار اداري وقعه وكيل وزارة الإعلام آنذاك صالح عبدالملك الصالح وجاء في القرار يوقف المطرب عوض دوخي عن التسجيل وعن اذاعة أغانيه وعدم دخوله الاذاعة لمدة ثلاثة أشهر من تاريخه وذلك بسبب ما حدث في الاستديو لكن القرار ألغي بعد يوم واحد
عودة المهنا قدمته للإذاعة
لعبت الفنانة الرائدة عودة المهنا دورا بارزا في تقديم عوض دوخي الى الساحة الفنية فقد كانت عودة المهنا وراء دخوله الاذاعة عام 1958 على رغم ان والدته لم تكن راضية آنذاك وغنى في الاذاعة أغنيته الشهيرة يا من هواه التي يقول مطلعها
يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل الى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني
والأغنية قصيدة للشاعر للامام سعيد بن احمد بن سعيد البوسعيدى لحنها له شقيقه يوسف دوخي وبعد ان قدم هذا الصوت في اذاعة الكويت بدأت شهرته وانطلق اعلاميا حيث كان في السابق معروفا على مستوى الجلسات الخاصة وعند الأصدقاء وقدم بعد ذلك العديد من الألحان الجميلة مثل طال الصدود وقل للمليحة كما سجل آنذاك بعض الأصوات البحرينية التي غناها محمد بن فارس مثل مال غصن الذهب وقد تأثر كثيرا بهذا الفنان الكبير ويشير المطرب المعتزل حمد خليفة في لقاء أجرته جريدة الرأي العام في عددها الصادر في 27 يونيو 1997 ان عبدالرحمن بن فارس آل خليفة ابن عم المطرب محمد بن فارس هو الذي علم ولقن عوض دوخي طريقة محمد بن فارس في غناء الأصوات وقد عرف عوض دوخي بفطنته وذكائه واستطاع ان يقلد ويؤدي الصوت بطريقة محمد بن فارس نفسها وبالفعل أجاد الأداء ويؤكد د فهد الفرس في مقال له نشرته القبس في 17 ديسمبر 1997 أن عوض دوخي استطاع بموهبته الفنية ان يستفيد من طريقة أداء وعزف محمد بن فارس واتبع طريقته نفسها وهي استعمال مرواس واحد أو اثنين فقط وكمنجة واحدة وقانون لكي يسمع المستمع ما يغني حتى لا يضيع جمال الكلمة واللحن وبهذا التأثير حاز عوض دوخي اعجاب الكثيرين واشتهر بنجاحه في أداء الأصوات البحرينية
وفي حوار أجراه صالح الغريب مع دوخي نشرته مجلة عالم الفن يقول بحكم السن لم أقابل الفنان ضاحي بن وليد أما محمد بن فارس فاذكر انني شفته مرة واحدة وكنت صغيرا في ذلك الوقت اما عن الصوت البحريني فقد توقف بعد محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد ولم يأت بعدهم من يقوم بالحفاظ على تراث الصوت ويتابع الصوت البحريني هو امتداد للصوت الكويتي
قدم الدوخي العديد من الأغاني ذات اللون السامري الذي اشتهر به والصوت وكان يحن دائما في مجده وشهرته إلى أيام الفنانه عودة المهنا وكان يذهب للوقوف على ماتفعله هذه الفنانة الكبيرة ويحفظ جديدها عن ظهر قلب
وتقول الفنانه القديره عودة المهنا في عوض دوخى في لقاء نشرته مجلة عالم الفن في عددها الأول الصادر في 2 اكتوبر 1972 أجراه السيد صالح الغريب أنا أحب فن وأغاني عوض دوخي فهو فنان أصيل مرتبط بتناوله أغاني فيها روح الأصالة والتراث ولهذا فنحن ننتظر سماع فنه وأغانيه ومعروف أن عوض دوخي كان يتردد عليها قبل أن يبرز وكانت هي السبب الرئيسي في دخوله فن الغناء وتحديدا الإذاعة وكما شاركت مع عوض دوخي في ألا يا صبا نجد وقل للمليحة في الخمار الأحمر وعذروب خلي حسنه الفتان
تأثره بأم كلثوم
عوض الدوخي الذي أشعل الساحات الفنية في زمن مضى وغنى لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب أغاني عديدة وخلجن هذه الأغاني المصرية التي أقتنعت أم كلثوم بصوته حيث قالت عنه لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي
ومن العلامات البارزة في حياة هذا الفنان تأثره الشديد بالراحلة أم كلثوم حيث غنى لها أنا في انتظارك وعودت عيني والأمل وشمس الأصيل وحسيبك للزمن وغيرها الى جانب إلمامه بغناء عدد من الكبار أمثال محمد عبدالوهاب فتحية أحمد زكريا أحمد وسواهم
تأثر الفنان عوض الدوخي بالسيدة أم كلثوم وبعد ان وغنى لها في الإذاعة فاقت شهرته المطربين الشباب في وقته وتقدم بصورة مذهلة والبعض يؤكد انه من أوائل من قدموا الأغنية الخليجية للعالم العربي وغنى لمحمد عبد الوهاب وفتحية احمد وزكريا احمد وغيرهم الكثير وأبدع وأجاد في إنتاجه السحري وصوته الحنون القريب من القلب
وتحسب لعوض الدوخي الكثير من المميزات التي أضافها للأغنية الخليجية فكان أول من ادخل الكورال النسائي في الاغنية الخليجية وأول من غنى في استقلال الكويت وأول من قام بخلجنة الأغاني العربية لكوكب الشرق أم كلثوم حتى أطلق عليه الكتاب الكبار كلثوم الخليج
وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون والتي غنى فيها لكوكب الشرق الذي كان متيماً بها إلى درجة جنونية
أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي
كما ان الراحل عوض دوخي هو أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي في أغنية قل للمليحة في الخمار الأحمر كما تأثر الراحل عوض دوخي بالفنان احمد الزنجباري خاصة في العزف على العود وغنى له احدى اجمل أغانيه ألا صبا نجد من كلمات قيس بن الملوح التي يقول في مطلعها
ألا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد
سقى الله نجدا والمقيم بأرضها
سحابا طوالا خاليات من الرعد
ويقول د يوسف دوخي عوض دوخي يمثل ذلك البحار الأصيل فعوض نهام طبال مغن مارس جميع الفنون الشعبية الشعبية سواء كان ذلك في البر أو البحر وتنطبق عليه جميع صفات البحارة ويقول عنه الملحن ابراهيم الصولة من ابرز الأصوات في الكويت عوض دوخي وهو فريد من نوعه في عالمنا العربي
والتصق اسم عوض دوخي باسم أخيه د يوسف دوخي وكونا ثنائيا متفاهما وناجحا عندما كتب يوسف دوخي العديد من الأغاني العاطفية والوطنية مثل ما بين أهل الهوى ومستحيل انسى اللي فات ورد قلبي وأغنية صوت السهارى
اغنية صوت السهارى من الحان عوض دوخى التي تعد نقلة فنية واسهمت بنشر الأغنية الكويتية خارج الحدود لكن هذا التفاهم لم يستمر طويلا حيث يقول د فهد الفرس وبعد هذه الأعمال الناجحة قررا الانفصال عن بعض لاختلاف وجهات النظر بعد ان طلب يوسف دوخي من عوض مواصلة غناء الفنون الشعبية ولكن عوض دوخي أصر على الغناء الشرقي ذي الطابع المصري حين تعاون مع الفنان المصري نجيب رزق الله في تلحين أغانيه
وقد سجل عوض دوخي للتلفزيون أول اغانيه مع بداية الارسال وأول صوت قدمه قال المعنى ويا ساري الليل لكن في حوار اذاعي مع منى طالب عام 1964 نشره الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر يقول عوض دوخي أول مرة غنيت في التلفزيون أغنية اليوم وصلني كتاب من كلمات الأخ سلطان عبدالله السلطان
وكان اللحن معمولا للأخ عبدالمحسن المهنا لكنه كان مريضا آنذاك وطلبوني للتلفزيون وقد كتب لي محمد السنعوسي كلمات الأغنية على قطعة ورق كبيرة وسجلت الأغنية بسلام
وعوض دوخي هو أول من سجل الأغنية الوطنية في اذاعة الكويت وهي الفجر نور في أوائل الستينات يوم اعلان استقلال الكويت
كما سجل مجموعة من الأغاني البحرية في فيلم سينمائي بعنوان السامر عن الغوص مع فرقة العميري الشعبية شاركه في الغناء النهام راشد الجيماز والفيلم من اخراج بدر المضف ومدة الفيلم نصف ساعة وقد صُور في منطقة الجليعة
وقد عمل الراحل موظفا في القسم الفني ببلدية الكويت في بداية شبابه حتى أوائل الستينات انتقل بعدها للعمل في وزارة الإعلام
وكان الراحل يعزف على الطبلة الى جانب عزفه على العود الى جانب اهتمامه بالأغنية الشعبية وأغاني السامري الى جانب تعلقه بالأغنية البحرية لارتباطه بالبحر حتى قيل ان عوض دوخي هو الفنان الوحيد الذي تخصص بالأغاني البحرية وكان يحن إلى الماضي كثيرا حيث يذهب الى مقر فرقة بن حسين للفنون الشعبية وكذلك فرقة عودة المهنا ويحفظ أغانيها
جمال الصوت وعشق التراث
المطرب الراحل عوض دوخي قدم للأغنية الكويتية عشرات الاعمال الرائعة التي ما زال الجمهور يرددها حتى الآن واذا كانت اغنية صوت السهارى هي احدى اعماله التي ما زالت تعيش معنا فان هناك اعمالا اخرى ما زالت في الذاكرة ولعل اغنية رد قلبي احدها حيث جمال الكلمة وصدق التعبير الاغنية من كلمات وألحان يوسف دوخي وتقول كلماتها
لا تخاصمني يا آسرني في هواك
نظرة وحدة تكفي عن طولة جفاك
أنا أشقى وأنت ما تدري بعذابي
رد قلبي لا تخاصمني
مرة شفتك في حياتي وابتليت
مرة ثانية في الخيال شفتك بكيت
من دموعي زهرة العمر جنيت
وانت مشغول بدلالك ما دريت
وقدم أيضا جملة من الأعمال الفنية وحصل على شهادات تقدير واوسمة والكثير من الدروع من مختلف أنحاء الوطن العربي وقدم أيضا من كلمات والحان رفيق رحلته وأخيه الأستاذ يوسف دوخي واحدة من أهم الأغاني في الخليج وهي رد قلبي
وغنى الراحل من كلمات من الفايز كنت لي كما تعاون مع العديد من الكتاب مثل خالد العياف يوسف ناصر عبدالمحسن الرفاعي وغنى من كلمات سلمان الظفيري اشاعة
الكلام اللي تسمعه
كل يوم وساعة
لا تصدق منه كلمة
هالحكي كله إشاعة
وغنى لخالد العياف اغنية على بالك ومطلعها
على بالك مثل اول تجى وتقول سامحنى
وقلبى ابلحظه يتحول اسامح ونت ظالمنى
اقسم لك بعد ما اسال مهما الحب عذبنى
من أغانيه التي اشتهر بها أغنية الحيرة
أخاف تغيب عن عيني
وتنسى الحب والي صار
وأخاف ترجع تبكيني
تخليني
أعيش في نار
وبين صدك وبين بعدك
ماادري ايش نوى قلبك
تفوت أيام في حبك
مابين الحيرة والأفكار
حاد الطبع حاد المزاج
وعلى الصعيد الشخصي كان عوض دوخي حاد الطبع حاد المزاج إلى درجة لا توصف خصوصا في العمل وداخل البيت وقد اشتهر عوض الدوخي بمزاجه الصعب في العمل الفني ولم يكن ليقتنع بالعمل مالم يكن متقناً وكان يرفض أن يغني بأجر إلا في أصعب الأحوال ومن أقواله أيضا إنني على استعداد أن اغني لشخصين بدون اجر إذا كانوا سميعة وسأرفض أن اغني أمام الآلاف إذا لم يكونوا على معرفة بما أغني وأقدم
وقد كان شديد التذمر من تدهور الأغنية في ذلك الوقت والراحل عوض دوخي كان يشكو الحال للمستوى الذي وصلته الأغنية وكان دائم التذمر ويقول انني على استعداد لأن أغني لشخصين بشرط ان يكونا سميعة ومن دون مقابل على ان أغني بأجر لجماعة لا تقدر الغناء ولا تحس به ونتيجة لهذا القرار أشاعوا عني أنني متكبر ومغرور ويتابع أنا انسان عادي طيب القلب مرهف الاحساس أطرب لصوتي وأفتخر بنفسي ويقول في احدى اللقاءات حول الأغنية الكويتية كل من طق عود طلع بالاذاعة وأصبح مغنيا وملحنا انها مهزلة كبيرة وتشويه للأغنية الكويتية بسبب الدخلاء على الفن والاذاعة سامحها الله تشجع كل من هب ودب من دون ادراكها للخطورة التي تتعرض لها الأغنية الكويتية ويتابع مع احترامي الشديد لهم جميعا فانهم لا يعرفون في التلحين والتلحين له قواعد وأصول في كيفية تركيب الجمل الموسيقية ويقول بكل حرارة حقي كفنان مهضوم ولم آخذ حقي ماديا ولا معنويا
أغنية وطنية
ولا بد للمتابع لمسيرة هذا الفنان الرائد من ان يتوقف طويلا عند اغانيه الوطنية التي عبرت عن احساس صادق ولعل اغنية وسط القلوب تعبر بصدق عن تلك الأغنية من كلمات والحان شقيقه الراحل يوسف دوخي ويقول مطلعها
وسط القلوب ياكويتنا وسط القلوب
نلت المطلوب هنيالك نلت المطلوب
الف سهلة والف مرحه بيوم العيد والفرحه
شيد الكويت صرحه وسط القلوب
وما زالت هذه الاغنية يرددها الكبير والصغير ولم تكن الا واحدة من اغان أخرى في هذا المجال منها اغنية يا حماة الدار ويوم الفرح والفجر نور يا سلام وكلها من كلمات يوسف دوخي
من الاغانى الوطنية توجد اغنية اسمها الاستقلال وقد منعت من البث بعد وفاه المغفور لة الشيخ عبدالله السالم بسبب هذه الابيات
عبدالله السالم اميرنا عبدالله السالم حبيبنا
وكذلك اغنية من باب المطار حتى باب الدار
الفنون الاخرى
وعبر سيرته الفنية غنى الراحل عوض دوخي 193 اغنية من مختلف الالوان من الصوت الى السامري الى الاغنية الخفيفة او الوطنية ومن ابرز السامريات التي قدمها يوم الخميس من الفولكلور واللحن تطوير عوض دوخي عاكسني الهوى من كلمات عبدالعزيز البصري وألحان عوض دوخي ساحر العشاق من كلمات خالد العياف والحان عوض دوخي وسواها
غنى الخمارى باغنية ياعونة الله
والطمبورة باغنية ياجميلة وياوليد الناس
والاغانى الدينية منها خير الشهور وباركوا يا احباب
كما غنى الزهيريات مع بعض الفرق الشعبية ومنها زهيرية هو يا مال مع فرقة معيوف المجلي وزهيرة آه يالكاجورى مع فرقتي راشد الجيماز ومعيوف المجلي وغنى الردحة وسواها من الوان الغناء
عوض والصوت
قدم الفنان عوض دوخي في مسيرته الفنية عشرات الاصوات لعل ابرزها الا يا صبا نجد من كلمات قيس بن الملوح والحان احمد الزنجباري وطال ليلي واشتياقي من كلمات العباس بن الاحنف والحان عبدالله الفرج ويقول مطلعها
طال ليلي واشتياقي
ويح نفسي ما تلاقي
من امور تعتريها
هي منها في السياقي
ومن الاصوات الاخرى التي غناها على دمع عيني وقل للمليحة ومال غصن الذهب ويقول بو معجب ويا واحد الحسن ودع الوشاة وذاب روحي وقريب الفرج ويحيى عمر قال وروحي الفدا ودمعي جرى ولمع البرق ويا من بسهمه وان العواذل ويا من هواه وقال ابن الاشراف ولحاك الله وقال ابن الاشقر ومن راقب الناس وعندي خبر وحاربت حلو الكرى وسواها
ولم تقتصر الحان عوض دوخي على الاعمال التي غناها وحسب بل لحن لعدد من المطربين مثل فرج الفرج وديع الصافي وسواهما ويقول خالد الزايد عن عوض دوخي لقد كان الفنان الكبير عوض دوخي قدوة فنية يحتذى بها في كل شيء كنا نقتدي به في اعمالنا وقد عرفناه قد عايش كل الالوان عن قرب وهو احد اعمدة الصوت في الكويت وغنى ايضا من الحان نجيب رزق الله ورضا غنيمة واحمد باقر وكمال الطويل ومرسي الحريري وسعيد البنا الى جانب الحان يوسف دوخي ويقول د فهد الفرس الفنان عوض دوخي احد المبدعين والرواد في مجال الغناء والتلحين وله بصمة واضحة في تاريخ الاغنية الكويتية فنان مخضرم عاصر الغناء الكويتي القديم والحديث تأقلم مع التطور فأظهر لنا اعذب وأرق الالحان الكويتية في الستينات فنان عشق التراث وغناه بطريقته واسلوبه فأضاف إليه القيمة الفنية فنان مجدد ادخل اساليب حديثة من حيث المقدمة والجملة اللحنية
ويعدد مميزاته الفنية جمال الصوت الحس الفني المرهف الاداء السليم المساحة الصوتية الواسعة وخاصة في منطقة القرارات عندما يغني يشد الانتباه
تحليل لاغنية صوت السهارى - صوت السهارى سلطنة في لغة الحناجر
كتب عبدالرحمن الناصر فى جريدة الرياض
الاربعاء 7 ذي الحجة 1427هـ - 27 ديسمبر 2006م - العدد 14065
اعتقد أن أغنية صوت السهارى مازالت تحمل الرقم 1 على المستوى الخليجي مقارنة بالأعمال الأخرى التي أتت بعد طرحها وعوض دوخي أو الضمير الذي مازال حياً للأغنية الخليجية قدم عدة أعمال رائدة في الإبداع الطربي الكلاسيكي التراثي التباب عوض تحدث عن الطرب بلغته الفريدة قال كل شيء عن الفن بتلك اللغة الأدائية المأخوذة من نغم الأرض قبل صوتها
نتكلم عن أغنية ذاع صيتها عربيا قبل أن يكون هناك عناصر مساعدة للانتشار كما يحدث في أيامنا وأغانينا صوت السهارى هي إبداع الأخوين الملحن الدكتور يوسف الدوخي والمطرب عوض الذي سلطن وعاش أجواء هذا العمل الرائع قبل أن تطرب به النجمة فايزة احمد
أظن أن قيادة الأغنية لا تأتي من خلال الكلمات المأخوذة من الأرض واحتكاك الناس ببعض والاستفادة من مصطلحاتهم لتبني عليها قصيدة غنائية تحاكيهم وتعيش معهم هنا صوت السهارى التي كونت كل عناصر النجاح والمرونة في اختراق ذائقة الناس والالتفاف حولها ومناجاتها باللغة الأصيلة مع دخول الأجراس الموسيقية وتفاعلها مع أنغامها الأصيلة المبتعدة عن التقليد كما يلاحظ في مذهب الأغنية مناجاة المحب ومدى تأمله وفظاعة أحلامه وشوقه الذي راح به للذكرى والخيال
الحقيقة أن للخيال أفكارا وأنواعا ذهب الاثنان في تأملها موسيقيا للبحث عن التقديرات وتداخل الشخصيات من هذا المنطلق تلازمت النغمات للخضوع للأجراس الموسيقية التي صيغت لتعانقها هذا بلاشك ماتوحيه ارتكازات العمل والاستفادة من كلماتها لتكون لزما موسيقية ربما لا تعاد
صوت السهارى يوم مّروا عليه عصرية العيد
ابطى ركابه وراح يسأل عليه عصرية العيد
ساعة ماشفته أنا
بالي انشغل وياه
قضيت ليلي بهناه
واصبحت اعد خطاه
ياللي بغيت بعيد
اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
يعاود الحنين ليوم العيد بذلك اللقاء الآن يخاطب المحب ويناجيه للشوق للمحبة رغم البعد بينهما في كوبليه الأغنية المتعارف عليها وليست الطقطوقة تختلف المقاييس اللحنية بناء على هذه اللغة المتشعبة في حديث المجتمع عكس ما نسمعه من أغاني تصدر حاليا لا تأخذ إلا اللغة البيضاء التي لا تحرك فينا ساكنا هي تنبع من التاريخ العظيم للأغنية الخليجية في ذلك الوقت لاسيما وان التنافس في طرح الأغاني أصبح يأخذ مداه ولولا تلك الأغاني التي كونت الأرض الخصبة لانطلاقات الاغاني والافكار الرائدة في قالبها
كل لي امل القاك
متشوقا لرؤياك
لاوين انا ابراك
والقلب صارمشغول
والعين تقول وتقول
صدك حرام يطول
ياللي بغيت بعيد
اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
كل شيء يبدأ لا بد وان ينتهي هي كذلك الأغنية الجميلة التي عاشت كثيراً وأصبحت مرتعاً لمن أراد التَعَلُّمَ والإبداع حينما يأتي البكاء تتصافى الأرواح إلا في حالات الانتظار والأمنية التي تنهض بها لتستعد لهذا التلاقي هي حالات فُسِرَتَ كثيراً عبر الأغنية في مصطلحاتها ولغتها الكتابية أور الموسيقية بلاشك هذا الكوبليه الأخير كان متنوعا بايقاعه ونغمه ليكون حركيا أكثر خاصة حينما نستمع إلى مذهب العمل وبالتالي هذا التنوع لايكون مختاراً حسب إرادتنا بل هي الأجراس الموسيقية تقدمه عنوة ليلتقي وتكون أنغاما تلتقي مع الروح ليتحادثا سويا دون حواجز
ابكي سنين وايام
ليلي ونهاري ظلام
من فرقتك ما انام
اتمنى يوم المنى
ساعة صفاك والمنى
ياللي بغيت بعيد
اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
كثيرا مانستمع للاغاني ذات الإيقاع الشرقي في مذهبها إلا أن تفاعل المجاميع في قيادة المذهب كانت تحمل الشيء الكثير استعداداً لدخول المطرب لكن اختلف في غنائه الشيء الكثير هنا تأتي الأفكار الجميلة لتحملها الينا كأفضل الأغاني في تنوعها الايقاعي والموسيقي
هذا العمل يعطي المستمع بأننا كنا ذوي قدرة خرافية في صناعة الأعمال الغنائية ربما نحن كذلك في القليل من أعمالنا الخليجية التي لا تمثل واقعنا ولا تخاطب وجداننا بكل تأكيد هناك أسباب؟
اعتقد أن أولها التعالي على الكلمة أو لغة المحاكاة التي تكون مختصراً وتقربنا إلى العمل بشكل جيد إذا كانت تحمل تلك المواصفات
صوت السهارى لا اعتقد ان أحدا قدمها بشكل عوض دوخي الرهيب ربما أن أحدا لم يستند إلى مفهومها اللغوي ويضطر إلى سماعها حاليا رغم ذلك هي الأغنية الذهبية التي مازال العديد من فناني الكويت يتغنى بها إلى وقتنا الحاضر وكانت أهم عناصر نجاح المسارح الثقافية
صوت السهارى ذهب في حناجر النجوم لا تبتعد عنها إلا وتعود إلى سماعها
اشهر ماقيل فى عوض دوخى
ام كلثوم قالت عنه لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي
أما عبدا لوهاب فقال عنه عندما استمع لعوض الدوخي فإنني أتخيل كأنني أسبح في مياه الخليج الدافئة
وتقول الفنانه القديره عودة المهنا في عوض دوخى أنا أحب فن وأغاني عوض دوخي فهو فنان أصيل مرتبط بتناوله أغاني فيها روح الأصالة والتراث ولهذا فنحن ننتظر سماع فنه وأغانيه
تحدث الباحث في التراث الموسيقي الفنان بدر الجويهل عن الفنان عوض دوخي فقال إن الفنان عوض دوخي فنان كبير وله مكانة كبيرة في الغناء الكويتي وأذكر أنه قام بغناء أغنية الفجر نور بعد أن قال حمد المؤمن ليوسف دوخي إن الكويت سوف يعلن استقلالها فقام بتأليف الأغنية وبتلحينها فورا وغناها عوض دوخي وقد أحبها الشيخ عبد الله السالم كثيرا
ويقول عنه د بندر عبيد الفنان الراحل عوض دوخي شمعة من شموع الفن الكويتي التي ما زالت تضيء سماءه حيث يكشف للمستمعين في أغانيه وصوته وترنيماته وأحاسيسه الجميلة المعبرة عن الأصالة الفنية الكويتية ويذكرنا بالتاريخ العريق لأبنائنا وأجدادنا أيام الغوص والسفر والترحال وشقاء الحياة
ويقول د فهد الفرس الفنان عوض دوخي احد المبدعين والرواد في مجال الغناء والتلحين وله بصمة واضحة في تاريخ الاغنية الكويتية فنان مخضرم عاصر الغناء الكويتي القديم والحديث تأقلم مع التطور فأظهر لنا اعذب وأرق الالحان الكويتية في الستينات فنان عشق التراث وغناه بطريقته واسلوبه فأضاف إليه القيمة الفنية فنان مجدد ادخل اساليب حديثة من حيث المقدمة والجملة اللحنية
المايسترو سعيد البنا قال هو فنان مرهف الحس وصوته جميل كما ان عزفه على العود رائع لكنه مزاجي وعندما نعمل بروفا للحن فجأة يتوقف ويقول كفاية وكما تعلم فانه كان يعشق ام كلثوم لذا كان الملحن نجيب رزق الله يلحن له اغاني قريبة في الجو العام من الحان ام كلثوم وكان يجلس مع السنباطي عندما يسافر الى مصر
ويقول الفنان الكبير الراحل سعود الراشد بأن يكفي فخراً لعوض دوخي أغنية صوت السهارى كما أنه وصفه بالفنان الكبير
رحلة المرض والمعاناة
دخل الفنان الكبير عوض دوخي مرحلة المرض والمعاناة في شهر يوليو 1974 عندما ألمت به وعكة صحية اضطر معها إلى ملازمة الفراش في مستشفى الصباح لكن حالته الصحية تحسنت لفترة بسيطة ثم عاودته الآلام الشديدة وتدهورت حاله وتقرر علاجه في لندن وقد تكررت بعد ذلك رحلاته للعلاج فقد رافقه في الرحلة الثانية بدر بورسلي وعاد الى الكويت 8 نوفمبر 1974 بعد علاج طويل في لندن استمر لشهور موفدا بأمر من حضرة صاحب السمو أمير البلاد وكانت مجموعة من الفنانين والمعجبين والمحبين في انتظار عودته وفي حوار قصير معه بعد عودته قال طوال تلك الفترة كان الأطباء يعالجون تأثير العمليات التي اجريتها في الكويت وقد أعجبت بانسانية الطبيب هناك
وبعد ان منّ الله عليه بالشفاء عاد مرة أخرى الى مزاولة فنه ويقول الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر بعد ان منّ الله على عوض دوخي بنعمة الشفاء عاد الى مزاولة فنه والى عشاق فنه الرفيع اذ ان الراحل لم يفكر قط في ترك الفن والغناء حتى وهو في قمة الألم وقدم بعد رحلة العلاج ثلاث أغنيات وهي اشاعة كلمات سلمان الظفيري وألحان عوض دوخي وعاكسني الهوى كلمات عبدالعزيز البصري وألحان عوض دوخي وصوت يا جزيل العطا من كلمات احمد الآسي وألحان محمد فارس
وبتوجيه من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام آنذاك الشيخ جابر العلي سجل تلفزيون الكويت سهرة مع الفنان عوض دوخي مدتها ثلاث ساعات اشترك فيها معه محمود الكويتي فرقة الفنطاس فرقة عودة المهنا وقدمها رضا الفيلي وأخرجها فيصل الضاحي
النهاية
في 26 نوفمبر 1979 جموع الفنانين من شتى المجالات ومئات الجماهير والمواطنين تنتظر عودة عوض دوخي من رحلة العلاج وبعد قرابة الشهر وتحديدا في 17 ديسمبر 1979 ودعت الكويت الفنان عوض دوخي حيث اشتد عليه المرض وقد شيعت جنازته في ذلك اليوم وسارت الجموع وهي تحمل نعشه الى مثواه الأخير حيث قدم هذا الفنان وطوال ثلاثين عاما رصيدا كبيرا من الأغاني وأثرى المكتبة بأعماله الرائعة
رحل الفنان عوض الدوخي عن عمر يناهز الخامسة والأربعين عاما وافتقد الجميع هذا الفنان الذي شيعه مئات الفنانين والجماهير من الخليج والعالم العربي
هذا هو الفنان الراحل عوض دوخي الذي استمعت الى صوته سيدة الغناء العربي ام كلثوم وأعجبت به وكذلك موسيقار الأجيال ولحن له كمال الطويل وبليغ حمدي وقابل كبار المطربين والفنانين مثل أحمد رامي وعبده صالح ونجيب رزق الله
وقبيل رحيله قال شقيقه يوسف دوخي كان أخي يعيش مرحلة صعبة قاربت الموت فقد كان يقول كلمات غير مفهومة وكان يشعر انه سيموت لا محالة وهذا الاحساس نقله الى أخته وكانه يريد ان يقول شيئا
ومن أجمل الأغاني التي قدمها هذا الراحل أغنية جزيل العطاء من كلمات احمد الآسي ومن ألحان محمد بن فارس ويقول مطلعها
يا جزيل العطا نسألك حسن الختام
فرج الهم واكشف مضيقه
واجعل المصطفى شافعي يوم الزحام
يوم يفر الشقيق من شقيقه
كانت رحلة عوض دوخي مع الغناء زاخرة بالأعمال الرائدة التي ما زالت تتردد وستظل أعمال هذا الرائد علامات مضيئة في مسيرة الأغنية الكويتية
الحانة تجديدات عبرت بالاغنية الى منعطفاتها الهامة
ان حلفوك على ان لا تواصلنا
فابعث سلاما لنا في طي قرطاس
واكتب على جانب القرطاس بالقلم
لا يرحم اللة من لايرحم الناس
هكذا سلم عوض الدوخي الصوت الذي يحمل من الاصالة ما لم يحملة اي لون من الفنون كلام بديع واداء مثقف متقن وذوق رفيع وصوت رجولي ينساب كالماء الزلال يشنف الاسماع ويطرب النفوس ويدع الارواح تسبح في فضاء الانغام المنسجمة، والكلام عن عوض الدوخي واسع ومتفرع ذلك لانة فنان كبير واصيل وكبير وشامل انغمس بالاصالة والتراث والابداع في العقد الثالث من القرن المنصرم كان الدوخي يستمع ويتأمل في الساحة الغنائية الكويتية المضطربة في تلك الفترة والتي كانت عبارة عن خليط من التراث المحلي والمستورد وكان يحفظ كل ما يسمع وهو يرى ان الغناء في الكويت لم يستقر بعد ولم يأخذ هويتة الواضحة استمع الى الفن البحري والعرض والصوت الهبان والليوا والسامري والقادري والخماري بالاضافة الى القوالب اللحنية التي ترد الكويت من هنا وهناك وكان يرى في نفسة الموهبة الفنية الرائعة وبأي اسلوب يخرج للناس حيث كانت الاصوات الكبيرة المؤدية لتلك الفنون والفرق الشعبية المتناثرة مابين البراحات الواسعة تحيط بة من كل مكان
ولد عوض الدوخي مع عبداللة فضالة وعبد اللطيف الكويتي وغيرهما من الاصوات ولكن صوتة كان يحمل خصوصية متفردة واذا اردنا ان نبدأ رحلتنا مع هذا الفنان الخالد فاننا نوزعها على خمس مراحل وفي هذه المراحل الخمس اجاد الدوخي ايما اجادة ولنبدأ بفن البحر فهو يعتبر من اقدم الفنون التي الفها اهل الكويت وفن البحر معروف لدى الجميع وما اغنية يا ساهر الليل مثلي ما تنام ذكرتني بالاحبة يا حمام الا دليلا على صحة ما نقول، اما اذا سمعتة وهو يغني النهام فانه ينقلك الى الاجواء الحقيقية لهذا الفن الراقي والذي كان متألقا به يطل علينا من خلال شاشة الكويت الصغيرة، بالاسود والابيض وهو يرتدي لباس البحر فقد كنا نشعر بالمشاق العظيمة والعميقة التي يعانيها البحار من خلال صوت عوض الدوخي وهو يؤدي ذلك الموال الذي يقول دمعي تحادر على وجناي هما لي فهو ينقل لنا باحساس مرهف وفيض من الصدق الفني صورة متكاملة عن البحر وفرسانة وفنهم
اما المرحلة الثانية فهي فن الليوا والهبان والطنبورة وهذة الاخيرة جاءت من خارج الكويت وقيل انها من افريقيا وقد احسن عوض تهذيبها وتطويرها وحينما سجلها لتلفزيون الكويت كنا نرى حقيقة ما يجري داخل المكيد او التكية او بيت الجن وقد قدم اغان كثيرة مع الطنبورة والطنبورة هي آلة يستخدمها السود بصورة خاصة والذين جاؤا بها من افريقيا وهي تضرب كما يضرب العود ولكن اوتارها من امعاء الماعز ولها صوت محدود من الناحية النغمية وتستخدم في اداء الكودات فقط والايقاعات المصاحبة للطنبورة ايقاعات ثابتة تصاحبها الرقصات السرعية
قدم عوض الدوخي اغان كثيرة اهمها اغنية يا جميلة اسويتي بينه واغنية يا ابن الناس كذلك قدم لليوا اغان عديدة ايضا منها اغنية أهلا يابو كذلة وبجيتك اهلا كذلك اغنية تسلم يابو سمرة يا منور السهرة وقد ادخل عوض الدوخي الكورال الموسيقي والكورس الادائي على هذا الفن وقدمة باسلوب عصري متقدم مقبول. اما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الصوت الذي التصق به وكأنة قد عجن منه وكان صوت الدوخي مثقفا متطورا متألقا يعتمد القصائد الكبيرة لشعراء كبار وكان ينتقي اشعارا جميلة ويعيد ما سجلة الذين سبقوة امثال عبداللة الفرج ومن عاصره ومن الاصوات المهمة التي عرف بها عوض دوخي صوت جفني لطيب الكرى يا صابح قد هجرا ودمع عيني دما يوم الفراق جرى
يعتبر عوض الدوخي فنان الاصوات الاول ولن يستطيع احد مجاراتة في هذا المنحى وكان حنجرته قد خلقت للصوت، والصوت فن قديم ذكر في اهم الكتب التاريخية التي الفت عن الموسيقى والغناء وقد نقلة الى الكويت الفنان الراحل عبداللة الفرج المتوفي سنة 1925
اما المرحلة الرابعة التي انتقل بها عوض الدوخي من التراث الى الحداثة والغناء الجديد المتطور فهي ولوجة باب التلحين واداء الاغاني ذات الانغام المنسجمة المتحركة ولما انتقل عوض الدوخي الى هذة المرحلة حمل اصالتة وكان امينا عليها وكانت الحانة تنبع منها كان ينهل من التراث ويغذي الحانة المتجددة وكان الدكتور يوسف الدوخي ساعده الايمن في تلك النقلة ويوسف الدوخي هو الشقيق الاصغر لعوض الدوخي وكان من اعلم الناس بتراثهم واثقفهم فيه وبفنونهم الشعبية وقد اعطى للموسيقى الكويتية والعربية نماذج خالدة من الالحان الاصيلة وكان اول تعاون بين الاخوين هي الاغنية الخالدة صوت السهارى التي نقلت الغناء الكويتي الى مرحلة جديدة ذلك لانها ذات قيمة فنية غنية تحمل طابع التحولات النغمية المتجانسة
ومن المعروف ان الغناء المحلي في تلك الفترة كان يمشي على رتم واحد وكان الملحن يعتمد ايقاعا ثابتا كالسامري او الدوسري ويصاحبه نغم ثابت من الرست او البيات اما صوت السهاري فقد حملت اكثر من اربعة تحويلات نغمية وثلاثة ايقاعات مختلفة وربما كان للمدرسة المصرية دور في هذا العمل الخالد وبعد هذه الاغنية راح عوض الدوخي يقدم الالحان المتحركة بعيدا عن الجمود والرتابة ثم انه اختار بعض اشعار العباس ابن الحنف الشاعر العباسي المرهف فصاغ لها الحانا جميلة واعتمد ايضا الشعر الحديث وكانت اغانية التي قدمها منذ مطلع الستينيات مدرسة واضحة استقى منها الملحنون الكويتيون الحانهم وقد نجح عوض الدوخي في اداء القصيدة العمودية ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر اغنية رد قلبي واغنية الا ياصبا نجد متى هجت من نجد فنرى في تلك الاغنيتين تمكن الدوخي بصوتة الرخيم من اتقان التحويلات النغمية الصعبة التي تنتقل من القرار الى الجواب كذلك فأن عوض دوخي لحن تراثيات عديدة باسلوب موسيقى رائع وذلك لفهمة العميق في علم الموسيقى واستطاع بموهبته ان يهذب التراث فكانت سامرية يا بنات الحي ماشفتو الحسين بينكم لي صاحب حلو الشفاه
اما الاغاني الشعبية فقد كان للدوخي دور في تطويرها وانتشارها وقد لحن اغان شعبية خفيفة لم تلبث ان انتشرت في الوطن العربي الكبير ومنها اغنية ياما شغلني هواك ولم يغادر الدوخي الاغاني الوطنية ولم يهمل جانب الاغاني الدينية ففي الجانب الوطني سجل اغان عديدة وطنية وقومية كذلك فقد تغنى برمضان وبالعيد وقدم تواشيح دينية رائعة ونال شهرة كبيرة في الوطن العربي وحقق مجدا عظيما يحلم بة كثير من الفنانين ذلك لما يتمتع به من قدرات عالية في الاداء، وبعد ان نجح كمطرب متمكن من كل الالوان الغنائية وكملحن عرف اسرار صوته واكتشفها وتمكن منها راح يفتش عن اسلوب جديد يقدمة للناس وكان الدوخي من اشد المعجبين بفن سيدة الغناء العربي ام كلثوم وكان يغني لها في جلساته الخاصة بعضا من اغانيها فشجعة من استمع الية على تسجيل بعض المقاطع الغنائية من اغاني ام كلثوم
وحاول عوض الدوخي سنة 67 تسجيل الكوبليه الاول من اغنية اروح لمين والذي تقول كلماته كلمة ونظرة عين والقسمة وياهم وبث هذا التسجيل من الاوساط الجماهيرية اذ لم يكن يعرف عن عوض الدوخي انة يغني لام كلثوم ولكنة فاجأ جمهوره باداءة الطيب وروحيته الخاصة التي اضافت للاغنية نكهة رائعة وبعد تردد ومناقشات راح عوض الدوخي ينتقي من اغاني ام كلثوم ما يناسب طبقته الصوتية وبذكاء الفنان الواعي المدرك نجح بادائة للون ام كلثوم فسجل عدة مقاطع نذكر منها اغدا القاك وانت عمري والحلم وعودت عيني على رؤياك ثم ذهب ابعد من ذلك حيث سجل اغنية الامل واغنية عودت عيني بشكل كامل وكانت شركات الكاسيت تتهافت على تسجيلات الدوخي في كل مكان وذلك للنجاح الذي حققه هذا المطرب وقد وصلت المبيعات الى ارقام خيالية وهكذا تربع عوض الدوخي في قلوب الناس كفنان متميز وصوت متفرد قلد كثير من المطربين وساهم في رفد الحركة الفنية الخليجية وكان مطربها الاول حقق كل هذا المجد بجهد خاص فهو فنان موهوب لا غير الا ان موهبته كبيرة وشاملة فهو لم يدرس الموسيقى ولكنة درسها واصبح مدرسة في الاداء والتلحين غنى اكثر من اربعين عاما ورحل منذ ربع قرن تقريبا تاركا اعمالا فنية كبيرة وخالدة يمتاز الدوخي بشخصية قوية بقوة فنه كان شديد التواضع الا انه لن يلاحظ عليه الابتذال وكان خليجيا في كل الحانة وادآته
يقول عنة النقاد انه خلج الفن المصري ولن يدفعه فهمه للموسيقى المصرية الى انكار هويتة او الاابتعاد عنها وقد قالت عنه سيدة الغناء العربي انه لم يقلدني في اي اغنية بل كان يتألق في اغنياتي اما عبد الوهاب فقد قال عنه حينما اسمع هذا الفنان اسبح في مياه الخليج رحم الله فناننا الخالد وهو باق فانه لن يمت
فى جريدة الوطن كتب فيصل العلي فى الذكرى الثامنة والعشرون لوفاته
عوض دوخي فنان لن تتكرر موهبته في تاريخ الأغنية الكويتية
اليوم هي الذكرى الثامنة والعشرون لرحيل الفنان الكويتي عوض دوخي الذي ولد في عام 1932م في منطقة شرق وترعرع في منزل فني أخوه الأكبر عبد اللطيف الكويتي كان مطربا ونهاما ويعزف على العود وأخوه الأصغر الدكتور يوسف دوخي احد أعمدة الفن الكويتي فهو شاعر وملحن ومطرب أيضا اضافة الى انه أول خليجي يحمل الدكتوراه في الموسيقى وتوفي في السابع عشر من شهر ديسمبر من عام 1979م
والفنان الراحل عوض دوخي مطرب وملحن وعازف عود من الطراز الأول ويعد من أفضل مطربي الكويت خاصة انه عاصر حقبة الغناء القديمة الحديثة للأغنية الكويتية فهو يجيد معظم الفنون الغنائية القديمة مثل الصوت والسامري والخماري والنهمة والليوة والطنبورة ثم أبدع بالغناء الحديث سواء كان ذلك في الشعر الفصيح أو باللهجة الكويتية ليكون احد مجددي الأغنية الكويتية الحديثة وقد ترك بصمة خاصة به بدليل أن هناك الكثير من أغنياته ما زالت منتشرة بين الناس
ومن عرف الفنان عوض دوخي يدرك تأثره الكبير بالفنان البحريني محمد بن فارس خاصة بفن الصوت الا انه استطاع أن يصنع لنفسه مدرسة فنية خاصة به كما كان يعشق غناء الفنانة أم كلثوم
وكانت أول أغنية له في اذاعة شيرين الخاصة والوحيدة في الكويت في ذلك الوقت هي أغنية صوت يشوقني برق من الحي لامع ثم غنى في صوت يا من هواه أعزه وأذلني في اذاعة الكويت في عام 1960م
وقد غنى للكثير من شعراء الكويت منهم الشاعر عبد المحسن الرفاعي الذي غنى له أغنية حاربت حلو الكرى وأغنية آه يا قلبي وأغنية يا طير سامر للشاعر الراحل محمد التنيب وأغنية اليوم وصلني كتاب وأغنية يصعب علي سلامك للشاعر سلطان عبد الله سلطان وأغنية يا بنات الحي للشاعر بدر الجاسر العياف وأغنية عذروب خلي للشاعر جاسم شهاب
وقد لعب أخوه الدكتور يوسف دوخي دورا رئيسا في تميزه كفنان اذ كتب ولحن له العديد من الأغاني منها وسط القلوب يا كويتنا ورد قلبي لا تخاصمني وأغنية على بالك مثل أول وأغنية صوت السهارى وعدة أغان كتبها الشاعر محمد محروس أهمها أغنية الغيرة سبايب التي لحنها نجيب رزق الله وأغنية يا ساهر الليل التي لحنها أحمد باقر
في عيون الآخرين
وقد تحدث عنه الكثير من الفنانين في الكثير من وسائل الاعلام المختلفة منهم الشاعر الراحل فايق عبد الجليل الذي قال عنه في كتاب له ان البحر يسكن حنجرة عوض دوخي
ويكمل الحديث الشاعر محمد محروس الذي قال ان الفنان عوض دوخي كبير لم تكن علاقتي به جيدة في الستينات بل كان هناك بيننا خلاف الا أننا أصبحنا أصدقاء عندما تعاملنا معا بأكثر من أغنية منها أغنية من باب المطار والتي كانت بمناسبة زيارة شاه ايران للكويت ثم كتبت له أغان عدة منها يا ماشي عنا التي لحنها نجيب رزق الله وأغنية من أول يوم التي لحنها عوض دوخي وأغنية يا راعي الهوى التي لحنها محمد التتان الا أن هناك أغنية هي التي لاقت نجاحا كبيرا هي أغنية الغيرة سبايب التي لحنها نجيب رزق الله وكان عوض دوخي يعشقها بصورة كبيرة لدرجة انه كلما غنى المقطع الغيرة سبايب لفراق الحبايب يبكي فيتوقف التسجيل الى أن سجلها بعد محاولات عدة وكان بعدها كلما رآني يقول لي أهلا باللي بكاني
وقال الفنان بدر الجويهل عندما جاءنا خبر وفاة الفنان عوض دوخي كنا في مهمة رسمية حيث اقامة أسبوع ثقافي كويتي في بغداد في عام 1979م فأقمنا عزاء له في الفندق ببغداد وقد جاءنا الكثير من الفنانين والاعلاميين العراقيين لأداء واجب العزاء وقد كانت له شعبية في العراق ولما عدنا للكويت ذهبت الى أخيه يوسف الذي عاد من دراسته بمصر ثم زرنا قبر عوض دوخي
وبين الجويهل انه عرف عوض دوخي من خلال جارهم مساعد العتيبي الذي كان مروسا له في بداياته وسجل معه بعض الاسطوانات
وقال الجويهل ان عوض دوخي كان بحارا ثم ا صبح «مكبس» أي مطرب السفينة في السفر وكان يحب الغناء الجميل خاصة محمد بن فارس وأم كلثوم كما كان يعشق مقرئ للقرآن الكريم عراقي اسمه محمد عبد الوهاب
وذكر الجويهل أنه لازمه في الكثير من الحفلات الخاصة وأضاف انه كلما سألته ماذا ستغني الليلة كان يتأمل لفترة ثم يقرر
وكان فنانا حساسا يستشف نوعية المستمعين بسرعة وكان يغني بعمق كبير بل انني لن أكون مبالغا ان قلت بأن عمق الغناء عنده يقف عند كل حرف وليس عند كل كلمة يغنيها
وأكد الجويهل انه كان انسانا رقيقا وكان قريبا جدا من أسرته خاصة أمه وأخته وكان يقوم ببعض أعمال الخير كما كان كريما وكان يساعد الناس في انهاء معاملاتهم بينما يتناسى معاملاته الشخصية وهذا ليس غريبا على أسرته التي كانت لديها خادم من احدى الدول الخليجية وهو طفل فكانت أمه ترعاه كابن لها الى أن كبر وتعلم وغادر الى بلده
وأشار الجويهل الى أن الفنان عوض دوخي قام باطلاق اسم فهمي على ابنه الأول لأنه كان على صداقة عميقة مع عازف كمان وعود عراقي في فرقة الاذاعة الكويتية اسمه فهمي وكانت صداقته عميقة جدا مع هذا الشخص الذي توفي في حادث طائرة من القاهرة الى قبرص فأطلق اسم فهمي عليه وفاء له
وأضاف الجويهل أن الفنان الراحل عوض دوخي كان على علاقة وطيدة مع كبار الفنانين العرب وفي مقدمتهم عبد الحليم حافظ الذي صادف أن غنيا معا في شارع الهرم كل في مكان مختلف عن الآخر وكان الشارع ممتلئا بالجمهور وحدث اختناق مروري جراء ذلك فقال له عبد الحليم مازحا ما ينفعش أغني أنا وأنت في شارع واحد وليلة واحدة كما أن الخليجيين فرحوا كثيرا بغناء عوض دوخي في القاهرة لدرجة أن بعض المطربين صفقوا له كثيرا وهو يغني لأم كلثوم ونثروا عليه الورود
واختتم الجويهل تصريحه وقال ان الفنان يوسف دوخي هو المخطط الفني لعوض دوخي بالكثير من الحالات وان كانا يختلفان كثيرا فنيا لان يوسف كان يبحث عن التطوير والاضافة فأدخل الطنبورة والليوة في الأغنية الحديثة التي غناها عوض دوخي وكان يجيدها حيث غنى يا جميلة ويا وليد الناس بعد أن قمنا معا بعمل بروفات في منزل عوض دوخي بوجوده مع يوسف دوخي وصالح مرجان وهو صاحب أشهر فرقة طنبورة في الكويت
صوت يأخذ بشغاف القلب
كتب ابن الراحل فهد عوض الدوخي
عوض دوخي ... صوت يأخذ بشغاف القلب
تحلّ اليوم الذكرى الثلاثون لوفاته
الخميس 17 ديسمبر 2009 ,29 ذو الحجة 1430
تحلّ اليوم الذكرى الثلاثون لوفاة الفنان الكويتي عوض دوخي، الذي امتد مشواره الفني أكثر من 30 عاماً، وهو أحد الفنانين الذين تـأسست الإذاعة والتلفزيون على أيديهم، كما تـغنى خلال مشواره الفني بجميع الألوان والأطوار الموسيقية.
بدأ الدوخي مشواره الفني في وزارة الإعلام 'وزارة الأنباء والإرشاد آنذاك' عام 1958 من خلال إذاعة الكويت، إذ افتتحت رسمياً في ذلك العام. يمتد مشواره سنوات أبعد من ذلك بكثير أي في عام 1947 من خلال إذاعات خاصة مثـل 'إذاعة شيرين - الإذاعة الأهلية، أو كما كانت تسمى بإذاعة أوميغا - إذاعة الأمن العام' وتوفّاه الله في 1979/12/17، فقد امتد عطاؤه ومشواره الفني أكثر من 30 عاماً، حيث لم يتحفنا الفنان الدوخي ولم يطربنا بأغنية واحدة من أغانيه خلال تلك الفترة! نستغرب أن يُـكرَّم هذا الفنان بهذا الشكـل اللافت إلى النظر والمثير للجدل في الوقت ذاته!
الفنان المرحوم عوض دوخي كُـرِّم كثيراً ويندر أن نجد مطرباً آخر حظي بهذا القدر من التكريم، فوزارة الإعلام كـرَّمته أكثر من مئة مرة بمهرجانات خارجية وداخلية، والدولة أطلقت اسمه -بحسب ما أذكر- على ثلاث جهات حكومية 'شارع و مدرسة ومبنى التلفزيون'، فلماذا كـل هذه التكريمات؟! وكـل هذه الضجّة الإعلامية ؟! عوض دوخي مجرّد فنان متواضع الإمكانات يملك صوتـاً عاديـاً لا يؤهله أن يكون مطربـاً تُـطرب له الآذان.
شهادات وتكريم
يتبادر إلى الذهن سؤال: هل كُـرِّم عوض دوخي فقط لأنه من المطربين الذين تـأسست الإذاعة والتلفزيون على أيديهم أم لأنه تـغنى خلال مشواره الفني بجميع الألوان والأطوار الموسيقية مثل فن الصوت- الأغاني الشرقية- الفن البحري- الكلثوميّات- فن الطمبورة- اللّيوة- الخمّاري- السامري- العرضة- الردحة- فن اللّعبوني- السواحلي؟ أم كُـرِّم لأنه تغنّى بأغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم؟ فقد أجاد بها، بشهادتها هي شخصياً عندما قابلته واستمعت بصوته لأغنيتها (أهل الهوى) وكذلك استمعت لأغنيته، رُدَّ قلبي، حيث قالت له عند سماعها صوته 'صوتـك يأخذ بشغاف القلب وسمعت أغنياتي من صوتـك فظللت أكرّر... الله... الله '.
قد تكون الأسباب السابقة جميعها مبرراً قوياً لتكريم هذا الفنان المبدع، ومما قالت عنه سيدة الغناء العربي: 'أنت عندك طبقة صوت ممتازة... عندك قرار عظيم'، وكذلك بشهادة الملحن المبدع محمد رياض السنباطي حين قال عن الفنان الدوخي في رسالة خطية مؤرخة بتاريخ 1969/8/16: 'استمعت كثيراً للصوت الحبيب المعبّر الدافئ وهو صوت الأستاذ عوض الدوخي فكنت أتأثّر وأطرب كثيراً لهذا الإحساس المرهف وإنّي إذ أعبّر عن إحساسي به أتمنى له كل توفيق ونجاح دائم'.
ولا ننسى كذلك شهادة الموسيقار محمد عبدالوهاب، حين قال عند سماعه الى لحن أغنية -صوت السهارى- وأُعجب بأداء الفنان عوض دوخي 'إنه أرق صوت آتٍ من الخليج، وعندما اسمع عوض دوخي أتخيّل كأنني أسبح في مياه الخليج الدافئة'، أما الفنان المبدع عازف العود محمد القصبجي والمعروف عنه الصراحة وعدم المجاملة كانت شهادته في الفنان عوض دوخي كالآتي: 'إن عوض دوخي كلّه إحساس وطرب -وحاجة عظيمة خالص- وإنه فنان حسّاس وعنده ذوق في الغناء والموسيقى وعندما استمع إليه فإن صوته يدل على أنه فنان يحب الطرب وأتمنّى أن يكون سعيدا في غايته'، ويجب ذكر ما قاله العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كذلك في حق الفنان عوض دوخي عندما التقيا في جلسة جمعت بعض الأصدقاء وكان عبدالحليم في أوج شهرته ونجاحه فداعبه عوض بتحدٍ غنائي بينهما حتى يثبت له الفرق الشاسع بين صوتيهما واعتبر الحضور سكوت العندليب قبولاً للتحدي، فغنى عوض مقاطع من أغانِ طربيّة متعددّة المقامات الموسيقية ما أدهش الحضور وأثار إعجابهم ومنهم حليم، الذي قال بعد ان سمع الروائع من عوض 'مش هاتحداك يا عم أنا صوتي على قدّي'.
كذلك الموسيقار المصري محمود الشريـف الذي قال عنه: 'إنّ صوته يذبح'، وقال عنه الفنان كارم محمود: 'إنه صاحب الصوت الذي ليس له شقيق'، وكذلك المبدع بليغ حمدي والملحن سيد مكّاوي والملحن كمال الطويل الذي لحّن للفنان عوض دوخي أغنية، يا طير سامر.
وبرأيي أن جميع من سبقوا تقريباً أخطأوا أو بالغوا أو جاملوا بهذا الكلام، فيا وزارة الإعلام كـفى تكريماً لهذا الفنان! أتساءل أيضاً هل يكرم الدوخي لأنه أول من غنّى أغنية وطنية، وهي أغنية 'الفجر نـوّر' أو لأنه أول من غنّى لدستور الكويت وكان ذلك في أغنية
'وسط القلوب' أو لأن الفنانة الراحلة فايزة أحمد غنت أغنيته الشهيرة 'صوت السهارى' أو لأن الفنان المبدع وديع الصافي غنّى من أغانيه أغنية 'آه يا قلبي' أو لأن كـل ما تغنّى مطرب من المطربين الحاليين أغنية من أغانيه يفشل فشلا ذريعاً أو لأن الشيخ الراحل عبدالله السالم طيّب الله ثراه أصدر أمراً أميريـاً ببث الأغنية الوطنية (الفجر نـوّر) يومياً في إذاعة الكويت الساعة الرابعة عصراً ولمدة أربع سنوات متتالية، أو لأنه تغنّى بأغاني صعبة جداً مثل 'مستحيل- رُدَّ قلبي- ياعونة الله- أحاول- إنت والأيام - هجرني- فات الأوان، وغيرها الكثير'. أنا في غاية التعجّب والاستغراب من هذا التكريم اليومي وبشكل ممل لدرجة ان وزارة الإعلام سخّرت جهازي التلفزيون والإذاعة لبث أغاني المرحوم الدوخي في هذا اليوم الذي يصادف تاريـخ وفاتـه بعدد 50 أغنية على مدار الـ24 ساعة، لماذا كل هذه الضجة الإعلامية؟! هل لأنه وبعد مرور ثلاثين عاماً على رحيله لم يستطع أحد المطربين أن يغني ويجيد واحدة من أغنياته أو لأنه اشتهر بالكويت والخليج العربي والوطن العربي بدون وسائل الإعلام المنتشرة حالياً مثل الفضائيات التي تُشهر أيـاً كان في يومٍ واحد، فهذا كله وبعد كل هذه الأسباب التي ذكرنـاها لكم أقول ليس لهم الحق بأن يُكرَّم هذا الفنان بهذا الشكل الذي لم نشهد له مثيلا. وفي نهاية كلامي ليس لدي إلا أن أقول ماذا نذكر من أغاني الراحل عوض دوخي العاطفية، هل أقول: صوت السهارى- عذروب خلي- رُدَّ قلبي- دوبي أطوف الليالي- الغيرة- يابن سالم- تصوّر أو شوقي زايد- وإذا أردنا ذكر الأغاني الوطنية فهل أقول: الفجر نوّر- سنابل- ياهل الدار- وردة ربيعية- الاستقلال- نشيد يا حماة للوطن- الفرحة الكبرى- تسلمي يا بلدنا- بشرى وافراح، ومن الأغاني السياسية: دار الدور- من أجل الثار- يوم النضال، ومن الأغاني الدينية: باركوا يا احباب- أبرك شهر، فكل هذه الأغاني لايــُطرب لها القلب ولا ينساب لها الإحساس، بالمختصر المفيد صوت عوض دوخي لا يصلح للغناء ويجب شطب جميع أغانيه من التلفزيون والإذاعة لأنه صوت لا يبعث الحنين ولا الدفء ولا الاسترخاء ولا يوجد به جواب أو قرار من الناحية الموسيقية إذ إن صوت عوض دوخي متواضع جداً لكن الأجهزة الإعلامية آنذاك جعلته مقبولاً بعـض الشيء واضحك يا زمن.
المصدر :
الجريدة - فهد عوض الدوخي
الخميس 17 ديسمبر 2009 ,29 ذو الحجة 1430
تاريخ انشاء هذه المدونه الاثنين 17 ديسمبر 2007
اسمه الحقيقي عوض فرحان دوخي من مواليد عام 1933 وقدمته للإذاعة الفنانة الشعبية عودة المهنا عام 1958م وغنى في الإذاعة أول أغانيه
يامن هواه اعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت انك لن تخون وخنتني
اشتهر بأغاني التباب والصوت وقدمها في قالب فني جميل لم يستطع الوصول إليه من عاصروه من مطربي الكويت الأوائل والتباب هم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة و غالباً ما يكونوا أولاد الغواصين ويقومون بالأعمال البسيطة كتقديم القهوة والماء وغسل الأواني ويساعدون في الفلاقة أو تفتيش المحار بعد فلاقته
عوض الدوخي سحر النغم الشرقي في ثوبه الأصيل
عند الحديث عن عوض الدوخي فإن الحديث سيطول ويطول وستتشعب الأمور إلى أماكن بعيدة ربما تأخذنا لسنوات ابعد من سنوات عمره التي عاشها وقضاها في الفن وقدم صورة حقيقية للمطرب الأصيل الذي يبحث جاهدا هنا وهناك لتقديم ماهو جيد ومميز
بدأ حياته الفنية عام 1941 ايام الغوص والبحر عندما كان يغني على ظهر السفن وظهر لاول مرة من خلال الاذاعة عام 1958
ادى طيلة حياته حوالي مائتى اغنية ومارس التلحين ومعظم الفنون الشعبية وتنطبق عليه كل صفات البحارة ويعتبر اول من طور فن الصوت وهو اسلوب وطريقة في الغناء لها ايقاعها المعروف ونموذجها اللحني
وشارك الدوخي في العديد من الحفلات الغنائية بالدول العربية وغنى لام كلثوم وبعض المطربين العرب المشهورين توفى بتاريخ 17 ديسمبر 1979
عندما نتحدث عن الفنان الراحل عوض دوخي فاننا لا بد من ان نتوقف عند ابداعات هذا الفنان الذي عشق التراث وابدع فيه وغدا أحد أهم فرسانه الذين رفدوا الأغنية الكويتية بابداعاتهم وأعمالهم الخالدة
وتشير المصادر الى ان عوض فرحان دوخي من مواليد منطقة الشرق فريج المطبة عام 1933 كانت بدايته كسائر الأطفال صدم بوفاة والده وعمره لم يتجاوز السنوات الخمس وتلقى دروسه الأولى عند الملا بلال والملا زكريا حيث تعلم أصول القراءة والكتابة والقرآن الكريم ثم انتقل بعد ذلك الى مدرسة النجاح
ودرس معه في تلك الفترة شقيقه الراحل د يوسف دوخي الذي يقول عن تلك المرحلة عوض دوخي تحصيله العلمي بسيط درسنا أنا وهو في مدرسة ملا بلال وتلقينا دروسا في حفظ القرآن الكريم وكتابة الخط ودراسة الحساب البدائية هذا هو تحصيل عوض دوخي الدراسي عشق الغناء منذ الصغر وارتبط بالبحر لكون والده كان تبابا وقد ورث الفن عن عائلته فشقيقه الأكبر عبداللطيف كان يجيد العزف وشقيقه الأصغر يوسف فنان محب للغناء والطرب وعندما كان عمره 12 عاما بدأ يحب الغناء الأصيل حيث يؤدي أغاني المطرب الراحل محمد بن فارس خاصة الأصوات كما كان يقلد بعض مقرئي القرآن ومنهم محمود عبدالوهاب وهو مقرئ عراقي شهير
وفي سن الرابعة عشرة انتقل عوض دوخي الى فريج الشيوخ مع والدته والتقى هناك بأحد أقرباء عائلة الخليفة واسمه سلطان أحمد وهو عازف للعود وكانت هناك جلسات فنية بين الاثنين واشترك الاثنان بشراء عود وهذا ما ساعد عوض دوخي على ممارسة العزف بحرية أكثر وساعده في ذلك شقيقه عبداللطيف وقد تمكن من عزف يا حبيبي من كثر جفاك للموسيقار محمد عبدالوهاب
وانتقل عوض دوخي بعد ذلك الى مرحلة جديدة اذ بدأ العزف في الجلسات الشبابية بمساعدة شقيقه الأكبر الذي اعتبره معلمه الأول وكان آنذاك يستمع الى مطربين بارزين خاصة محمد بن فارس وضاحي بن وليد من البحرين وتأثر بهما في غناء الصوت كما كان يستمع الى أغاني المطربة أم كلثوم وكان يؤجر البشتختة لسماع اسطوانات محمد بن فارس وأم كلثوم
عوض والبحر
ارتبط الراحل عوض دوخي بالبحر منذ الصغر وعن تلك الذكريات يتحدث دوخي كان عمري آنذاك 14 عاما سافرت مع عبدالرحمن بن عثمان الشهير بعبدالرحمن خيشة او بوخيشه وكنت تبابا وتوالت سفراتي بعد ذلك مع عدد من النواخذ حتى عام 1948 حيث كنت مع أخي يوسف كنت بحارا وكان هو تبابا في بوم بن شاهين ثم مع بوقماز نغني اجمل الألحان (هذا ما ذكره الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر) ويتابع عوض حدث ان طلب مني النوخذة يوسف بن يعقوب السفر معه بحارا فقلت له أنا لست بحارا أنا مطرب وذهبت معه وغنيت يا غصين البان على العود
ويذكر يوسف دوخي انه كان يرافق عوض دوخي الى عند أحمد الزنجباري في عام 1945 حيث يجتمع هناك كبار المطربين وعن ذلك يقول كان أحمد الزنجباري قد حط في الكويت أخيرا وكنا نسمع ان كبار المطربين يجتمعون لديه كان ذلك في عام 1945 أو 1946 كنا نذهب للاستماع فقط لكن بعد ذلك نشأت علاقة وطيدة بين الزنجباري وعوض حيث غنى عوض 1947 في اذاعة شيرين وكنت استمع في الخارج وأحيانا أشارك على المرواس
والغريب ان عوض دوخي لم يُعتمد كمطرب في البداية وتقول الخطابة ان طه صاحب محل الاسطوانات الذي يبيعها ويسجل للمطربين في الاربعينات رفض التسجيل لعوض دوخي وعندما استمع الى صوته قال انت مرفوض ولا تصلح للغناء وهذا كان الدافع الأساسي لعوض للتحدي واثبات وجوده حيث احتك بعد ذلك بكبار المطربين واستفاد منهم
ويقول عوض دوخي أول اغنية سجلتها في اذاعة شيرين عام 1947 وغنيت صوت يشوقني برق من الحي لامع
كما سجل بعض الأصوات الأخرى واستمر في الغناء لسنوات قبل ان يدخل اذاعة الكويت حيث سجل في 11 نوفمبر 1959 صوت يا من هواه اعزه واذلني وحقق بعد ذلك شهرة واسعة وعرف كمطرب بارز لكن بعد تسجيل الأغنية جرى ايقافه لثلاثة أشهر بقرار اداري وقعه وكيل وزارة الإعلام آنذاك صالح عبدالملك الصالح وجاء في القرار يوقف المطرب عوض دوخي عن التسجيل وعن اذاعة أغانيه وعدم دخوله الاذاعة لمدة ثلاثة أشهر من تاريخه وذلك بسبب ما حدث في الاستديو لكن القرار ألغي بعد يوم واحد
عودة المهنا قدمته للإذاعة
لعبت الفنانة الرائدة عودة المهنا دورا بارزا في تقديم عوض دوخي الى الساحة الفنية فقد كانت عودة المهنا وراء دخوله الاذاعة عام 1958 على رغم ان والدته لم تكن راضية آنذاك وغنى في الاذاعة أغنيته الشهيرة يا من هواه التي يقول مطلعها
يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل الى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني
والأغنية قصيدة للشاعر للامام سعيد بن احمد بن سعيد البوسعيدى لحنها له شقيقه يوسف دوخي وبعد ان قدم هذا الصوت في اذاعة الكويت بدأت شهرته وانطلق اعلاميا حيث كان في السابق معروفا على مستوى الجلسات الخاصة وعند الأصدقاء وقدم بعد ذلك العديد من الألحان الجميلة مثل طال الصدود وقل للمليحة كما سجل آنذاك بعض الأصوات البحرينية التي غناها محمد بن فارس مثل مال غصن الذهب وقد تأثر كثيرا بهذا الفنان الكبير ويشير المطرب المعتزل حمد خليفة في لقاء أجرته جريدة الرأي العام في عددها الصادر في 27 يونيو 1997 ان عبدالرحمن بن فارس آل خليفة ابن عم المطرب محمد بن فارس هو الذي علم ولقن عوض دوخي طريقة محمد بن فارس في غناء الأصوات وقد عرف عوض دوخي بفطنته وذكائه واستطاع ان يقلد ويؤدي الصوت بطريقة محمد بن فارس نفسها وبالفعل أجاد الأداء ويؤكد د فهد الفرس في مقال له نشرته القبس في 17 ديسمبر 1997 أن عوض دوخي استطاع بموهبته الفنية ان يستفيد من طريقة أداء وعزف محمد بن فارس واتبع طريقته نفسها وهي استعمال مرواس واحد أو اثنين فقط وكمنجة واحدة وقانون لكي يسمع المستمع ما يغني حتى لا يضيع جمال الكلمة واللحن وبهذا التأثير حاز عوض دوخي اعجاب الكثيرين واشتهر بنجاحه في أداء الأصوات البحرينية
وفي حوار أجراه صالح الغريب مع دوخي نشرته مجلة عالم الفن يقول بحكم السن لم أقابل الفنان ضاحي بن وليد أما محمد بن فارس فاذكر انني شفته مرة واحدة وكنت صغيرا في ذلك الوقت اما عن الصوت البحريني فقد توقف بعد محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد ولم يأت بعدهم من يقوم بالحفاظ على تراث الصوت ويتابع الصوت البحريني هو امتداد للصوت الكويتي
قدم الدوخي العديد من الأغاني ذات اللون السامري الذي اشتهر به والصوت وكان يحن دائما في مجده وشهرته إلى أيام الفنانه عودة المهنا وكان يذهب للوقوف على ماتفعله هذه الفنانة الكبيرة ويحفظ جديدها عن ظهر قلب
وتقول الفنانه القديره عودة المهنا في عوض دوخى في لقاء نشرته مجلة عالم الفن في عددها الأول الصادر في 2 اكتوبر 1972 أجراه السيد صالح الغريب أنا أحب فن وأغاني عوض دوخي فهو فنان أصيل مرتبط بتناوله أغاني فيها روح الأصالة والتراث ولهذا فنحن ننتظر سماع فنه وأغانيه ومعروف أن عوض دوخي كان يتردد عليها قبل أن يبرز وكانت هي السبب الرئيسي في دخوله فن الغناء وتحديدا الإذاعة وكما شاركت مع عوض دوخي في ألا يا صبا نجد وقل للمليحة في الخمار الأحمر وعذروب خلي حسنه الفتان
تأثره بأم كلثوم
عوض الدوخي الذي أشعل الساحات الفنية في زمن مضى وغنى لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب أغاني عديدة وخلجن هذه الأغاني المصرية التي أقتنعت أم كلثوم بصوته حيث قالت عنه لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي
ومن العلامات البارزة في حياة هذا الفنان تأثره الشديد بالراحلة أم كلثوم حيث غنى لها أنا في انتظارك وعودت عيني والأمل وشمس الأصيل وحسيبك للزمن وغيرها الى جانب إلمامه بغناء عدد من الكبار أمثال محمد عبدالوهاب فتحية أحمد زكريا أحمد وسواهم
تأثر الفنان عوض الدوخي بالسيدة أم كلثوم وبعد ان وغنى لها في الإذاعة فاقت شهرته المطربين الشباب في وقته وتقدم بصورة مذهلة والبعض يؤكد انه من أوائل من قدموا الأغنية الخليجية للعالم العربي وغنى لمحمد عبد الوهاب وفتحية احمد وزكريا احمد وغيرهم الكثير وأبدع وأجاد في إنتاجه السحري وصوته الحنون القريب من القلب
وتحسب لعوض الدوخي الكثير من المميزات التي أضافها للأغنية الخليجية فكان أول من ادخل الكورال النسائي في الاغنية الخليجية وأول من غنى في استقلال الكويت وأول من قام بخلجنة الأغاني العربية لكوكب الشرق أم كلثوم حتى أطلق عليه الكتاب الكبار كلثوم الخليج
وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون والتي غنى فيها لكوكب الشرق الذي كان متيماً بها إلى درجة جنونية
أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي
كما ان الراحل عوض دوخي هو أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي في أغنية قل للمليحة في الخمار الأحمر كما تأثر الراحل عوض دوخي بالفنان احمد الزنجباري خاصة في العزف على العود وغنى له احدى اجمل أغانيه ألا صبا نجد من كلمات قيس بن الملوح التي يقول في مطلعها
ألا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد
سقى الله نجدا والمقيم بأرضها
سحابا طوالا خاليات من الرعد
ويقول د يوسف دوخي عوض دوخي يمثل ذلك البحار الأصيل فعوض نهام طبال مغن مارس جميع الفنون الشعبية الشعبية سواء كان ذلك في البر أو البحر وتنطبق عليه جميع صفات البحارة ويقول عنه الملحن ابراهيم الصولة من ابرز الأصوات في الكويت عوض دوخي وهو فريد من نوعه في عالمنا العربي
والتصق اسم عوض دوخي باسم أخيه د يوسف دوخي وكونا ثنائيا متفاهما وناجحا عندما كتب يوسف دوخي العديد من الأغاني العاطفية والوطنية مثل ما بين أهل الهوى ومستحيل انسى اللي فات ورد قلبي وأغنية صوت السهارى
اغنية صوت السهارى من الحان عوض دوخى التي تعد نقلة فنية واسهمت بنشر الأغنية الكويتية خارج الحدود لكن هذا التفاهم لم يستمر طويلا حيث يقول د فهد الفرس وبعد هذه الأعمال الناجحة قررا الانفصال عن بعض لاختلاف وجهات النظر بعد ان طلب يوسف دوخي من عوض مواصلة غناء الفنون الشعبية ولكن عوض دوخي أصر على الغناء الشرقي ذي الطابع المصري حين تعاون مع الفنان المصري نجيب رزق الله في تلحين أغانيه
وقد سجل عوض دوخي للتلفزيون أول اغانيه مع بداية الارسال وأول صوت قدمه قال المعنى ويا ساري الليل لكن في حوار اذاعي مع منى طالب عام 1964 نشره الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر يقول عوض دوخي أول مرة غنيت في التلفزيون أغنية اليوم وصلني كتاب من كلمات الأخ سلطان عبدالله السلطان
وكان اللحن معمولا للأخ عبدالمحسن المهنا لكنه كان مريضا آنذاك وطلبوني للتلفزيون وقد كتب لي محمد السنعوسي كلمات الأغنية على قطعة ورق كبيرة وسجلت الأغنية بسلام
وعوض دوخي هو أول من سجل الأغنية الوطنية في اذاعة الكويت وهي الفجر نور في أوائل الستينات يوم اعلان استقلال الكويت
كما سجل مجموعة من الأغاني البحرية في فيلم سينمائي بعنوان السامر عن الغوص مع فرقة العميري الشعبية شاركه في الغناء النهام راشد الجيماز والفيلم من اخراج بدر المضف ومدة الفيلم نصف ساعة وقد صُور في منطقة الجليعة
وقد عمل الراحل موظفا في القسم الفني ببلدية الكويت في بداية شبابه حتى أوائل الستينات انتقل بعدها للعمل في وزارة الإعلام
وكان الراحل يعزف على الطبلة الى جانب عزفه على العود الى جانب اهتمامه بالأغنية الشعبية وأغاني السامري الى جانب تعلقه بالأغنية البحرية لارتباطه بالبحر حتى قيل ان عوض دوخي هو الفنان الوحيد الذي تخصص بالأغاني البحرية وكان يحن إلى الماضي كثيرا حيث يذهب الى مقر فرقة بن حسين للفنون الشعبية وكذلك فرقة عودة المهنا ويحفظ أغانيها
جمال الصوت وعشق التراث
المطرب الراحل عوض دوخي قدم للأغنية الكويتية عشرات الاعمال الرائعة التي ما زال الجمهور يرددها حتى الآن واذا كانت اغنية صوت السهارى هي احدى اعماله التي ما زالت تعيش معنا فان هناك اعمالا اخرى ما زالت في الذاكرة ولعل اغنية رد قلبي احدها حيث جمال الكلمة وصدق التعبير الاغنية من كلمات وألحان يوسف دوخي وتقول كلماتها
لا تخاصمني يا آسرني في هواك
نظرة وحدة تكفي عن طولة جفاك
أنا أشقى وأنت ما تدري بعذابي
رد قلبي لا تخاصمني
مرة شفتك في حياتي وابتليت
مرة ثانية في الخيال شفتك بكيت
من دموعي زهرة العمر جنيت
وانت مشغول بدلالك ما دريت
وقدم أيضا جملة من الأعمال الفنية وحصل على شهادات تقدير واوسمة والكثير من الدروع من مختلف أنحاء الوطن العربي وقدم أيضا من كلمات والحان رفيق رحلته وأخيه الأستاذ يوسف دوخي واحدة من أهم الأغاني في الخليج وهي رد قلبي
وغنى الراحل من كلمات من الفايز كنت لي كما تعاون مع العديد من الكتاب مثل خالد العياف يوسف ناصر عبدالمحسن الرفاعي وغنى من كلمات سلمان الظفيري اشاعة
الكلام اللي تسمعه
كل يوم وساعة
لا تصدق منه كلمة
هالحكي كله إشاعة
وغنى لخالد العياف اغنية على بالك ومطلعها
على بالك مثل اول تجى وتقول سامحنى
وقلبى ابلحظه يتحول اسامح ونت ظالمنى
اقسم لك بعد ما اسال مهما الحب عذبنى
من أغانيه التي اشتهر بها أغنية الحيرة
أخاف تغيب عن عيني
وتنسى الحب والي صار
وأخاف ترجع تبكيني
تخليني
أعيش في نار
وبين صدك وبين بعدك
ماادري ايش نوى قلبك
تفوت أيام في حبك
مابين الحيرة والأفكار
حاد الطبع حاد المزاج
وعلى الصعيد الشخصي كان عوض دوخي حاد الطبع حاد المزاج إلى درجة لا توصف خصوصا في العمل وداخل البيت وقد اشتهر عوض الدوخي بمزاجه الصعب في العمل الفني ولم يكن ليقتنع بالعمل مالم يكن متقناً وكان يرفض أن يغني بأجر إلا في أصعب الأحوال ومن أقواله أيضا إنني على استعداد أن اغني لشخصين بدون اجر إذا كانوا سميعة وسأرفض أن اغني أمام الآلاف إذا لم يكونوا على معرفة بما أغني وأقدم
وقد كان شديد التذمر من تدهور الأغنية في ذلك الوقت والراحل عوض دوخي كان يشكو الحال للمستوى الذي وصلته الأغنية وكان دائم التذمر ويقول انني على استعداد لأن أغني لشخصين بشرط ان يكونا سميعة ومن دون مقابل على ان أغني بأجر لجماعة لا تقدر الغناء ولا تحس به ونتيجة لهذا القرار أشاعوا عني أنني متكبر ومغرور ويتابع أنا انسان عادي طيب القلب مرهف الاحساس أطرب لصوتي وأفتخر بنفسي ويقول في احدى اللقاءات حول الأغنية الكويتية كل من طق عود طلع بالاذاعة وأصبح مغنيا وملحنا انها مهزلة كبيرة وتشويه للأغنية الكويتية بسبب الدخلاء على الفن والاذاعة سامحها الله تشجع كل من هب ودب من دون ادراكها للخطورة التي تتعرض لها الأغنية الكويتية ويتابع مع احترامي الشديد لهم جميعا فانهم لا يعرفون في التلحين والتلحين له قواعد وأصول في كيفية تركيب الجمل الموسيقية ويقول بكل حرارة حقي كفنان مهضوم ولم آخذ حقي ماديا ولا معنويا
أغنية وطنية
ولا بد للمتابع لمسيرة هذا الفنان الرائد من ان يتوقف طويلا عند اغانيه الوطنية التي عبرت عن احساس صادق ولعل اغنية وسط القلوب تعبر بصدق عن تلك الأغنية من كلمات والحان شقيقه الراحل يوسف دوخي ويقول مطلعها
وسط القلوب ياكويتنا وسط القلوب
نلت المطلوب هنيالك نلت المطلوب
الف سهلة والف مرحه بيوم العيد والفرحه
شيد الكويت صرحه وسط القلوب
وما زالت هذه الاغنية يرددها الكبير والصغير ولم تكن الا واحدة من اغان أخرى في هذا المجال منها اغنية يا حماة الدار ويوم الفرح والفجر نور يا سلام وكلها من كلمات يوسف دوخي
من الاغانى الوطنية توجد اغنية اسمها الاستقلال وقد منعت من البث بعد وفاه المغفور لة الشيخ عبدالله السالم بسبب هذه الابيات
عبدالله السالم اميرنا عبدالله السالم حبيبنا
وكذلك اغنية من باب المطار حتى باب الدار
الفنون الاخرى
وعبر سيرته الفنية غنى الراحل عوض دوخي 193 اغنية من مختلف الالوان من الصوت الى السامري الى الاغنية الخفيفة او الوطنية ومن ابرز السامريات التي قدمها يوم الخميس من الفولكلور واللحن تطوير عوض دوخي عاكسني الهوى من كلمات عبدالعزيز البصري وألحان عوض دوخي ساحر العشاق من كلمات خالد العياف والحان عوض دوخي وسواها
غنى الخمارى باغنية ياعونة الله
والطمبورة باغنية ياجميلة وياوليد الناس
والاغانى الدينية منها خير الشهور وباركوا يا احباب
كما غنى الزهيريات مع بعض الفرق الشعبية ومنها زهيرية هو يا مال مع فرقة معيوف المجلي وزهيرة آه يالكاجورى مع فرقتي راشد الجيماز ومعيوف المجلي وغنى الردحة وسواها من الوان الغناء
عوض والصوت
قدم الفنان عوض دوخي في مسيرته الفنية عشرات الاصوات لعل ابرزها الا يا صبا نجد من كلمات قيس بن الملوح والحان احمد الزنجباري وطال ليلي واشتياقي من كلمات العباس بن الاحنف والحان عبدالله الفرج ويقول مطلعها
طال ليلي واشتياقي
ويح نفسي ما تلاقي
من امور تعتريها
هي منها في السياقي
ومن الاصوات الاخرى التي غناها على دمع عيني وقل للمليحة ومال غصن الذهب ويقول بو معجب ويا واحد الحسن ودع الوشاة وذاب روحي وقريب الفرج ويحيى عمر قال وروحي الفدا ودمعي جرى ولمع البرق ويا من بسهمه وان العواذل ويا من هواه وقال ابن الاشراف ولحاك الله وقال ابن الاشقر ومن راقب الناس وعندي خبر وحاربت حلو الكرى وسواها
ولم تقتصر الحان عوض دوخي على الاعمال التي غناها وحسب بل لحن لعدد من المطربين مثل فرج الفرج وديع الصافي وسواهما ويقول خالد الزايد عن عوض دوخي لقد كان الفنان الكبير عوض دوخي قدوة فنية يحتذى بها في كل شيء كنا نقتدي به في اعمالنا وقد عرفناه قد عايش كل الالوان عن قرب وهو احد اعمدة الصوت في الكويت وغنى ايضا من الحان نجيب رزق الله ورضا غنيمة واحمد باقر وكمال الطويل ومرسي الحريري وسعيد البنا الى جانب الحان يوسف دوخي ويقول د فهد الفرس الفنان عوض دوخي احد المبدعين والرواد في مجال الغناء والتلحين وله بصمة واضحة في تاريخ الاغنية الكويتية فنان مخضرم عاصر الغناء الكويتي القديم والحديث تأقلم مع التطور فأظهر لنا اعذب وأرق الالحان الكويتية في الستينات فنان عشق التراث وغناه بطريقته واسلوبه فأضاف إليه القيمة الفنية فنان مجدد ادخل اساليب حديثة من حيث المقدمة والجملة اللحنية
ويعدد مميزاته الفنية جمال الصوت الحس الفني المرهف الاداء السليم المساحة الصوتية الواسعة وخاصة في منطقة القرارات عندما يغني يشد الانتباه
تحليل لاغنية صوت السهارى - صوت السهارى سلطنة في لغة الحناجر
كتب عبدالرحمن الناصر فى جريدة الرياض
الاربعاء 7 ذي الحجة 1427هـ - 27 ديسمبر 2006م - العدد 14065
اعتقد أن أغنية صوت السهارى مازالت تحمل الرقم 1 على المستوى الخليجي مقارنة بالأعمال الأخرى التي أتت بعد طرحها وعوض دوخي أو الضمير الذي مازال حياً للأغنية الخليجية قدم عدة أعمال رائدة في الإبداع الطربي الكلاسيكي التراثي التباب عوض تحدث عن الطرب بلغته الفريدة قال كل شيء عن الفن بتلك اللغة الأدائية المأخوذة من نغم الأرض قبل صوتها
نتكلم عن أغنية ذاع صيتها عربيا قبل أن يكون هناك عناصر مساعدة للانتشار كما يحدث في أيامنا وأغانينا صوت السهارى هي إبداع الأخوين الملحن الدكتور يوسف الدوخي والمطرب عوض الذي سلطن وعاش أجواء هذا العمل الرائع قبل أن تطرب به النجمة فايزة احمد
أظن أن قيادة الأغنية لا تأتي من خلال الكلمات المأخوذة من الأرض واحتكاك الناس ببعض والاستفادة من مصطلحاتهم لتبني عليها قصيدة غنائية تحاكيهم وتعيش معهم هنا صوت السهارى التي كونت كل عناصر النجاح والمرونة في اختراق ذائقة الناس والالتفاف حولها ومناجاتها باللغة الأصيلة مع دخول الأجراس الموسيقية وتفاعلها مع أنغامها الأصيلة المبتعدة عن التقليد كما يلاحظ في مذهب الأغنية مناجاة المحب ومدى تأمله وفظاعة أحلامه وشوقه الذي راح به للذكرى والخيال
الحقيقة أن للخيال أفكارا وأنواعا ذهب الاثنان في تأملها موسيقيا للبحث عن التقديرات وتداخل الشخصيات من هذا المنطلق تلازمت النغمات للخضوع للأجراس الموسيقية التي صيغت لتعانقها هذا بلاشك ماتوحيه ارتكازات العمل والاستفادة من كلماتها لتكون لزما موسيقية ربما لا تعاد
صوت السهارى يوم مّروا عليه عصرية العيد
ابطى ركابه وراح يسأل عليه عصرية العيد
ساعة ماشفته أنا
بالي انشغل وياه
قضيت ليلي بهناه
واصبحت اعد خطاه
ياللي بغيت بعيد
اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
يعاود الحنين ليوم العيد بذلك اللقاء الآن يخاطب المحب ويناجيه للشوق للمحبة رغم البعد بينهما في كوبليه الأغنية المتعارف عليها وليست الطقطوقة تختلف المقاييس اللحنية بناء على هذه اللغة المتشعبة في حديث المجتمع عكس ما نسمعه من أغاني تصدر حاليا لا تأخذ إلا اللغة البيضاء التي لا تحرك فينا ساكنا هي تنبع من التاريخ العظيم للأغنية الخليجية في ذلك الوقت لاسيما وان التنافس في طرح الأغاني أصبح يأخذ مداه ولولا تلك الأغاني التي كونت الأرض الخصبة لانطلاقات الاغاني والافكار الرائدة في قالبها
كل لي امل القاك
متشوقا لرؤياك
لاوين انا ابراك
والقلب صارمشغول
والعين تقول وتقول
صدك حرام يطول
ياللي بغيت بعيد
اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
كل شيء يبدأ لا بد وان ينتهي هي كذلك الأغنية الجميلة التي عاشت كثيراً وأصبحت مرتعاً لمن أراد التَعَلُّمَ والإبداع حينما يأتي البكاء تتصافى الأرواح إلا في حالات الانتظار والأمنية التي تنهض بها لتستعد لهذا التلاقي هي حالات فُسِرَتَ كثيراً عبر الأغنية في مصطلحاتها ولغتها الكتابية أور الموسيقية بلاشك هذا الكوبليه الأخير كان متنوعا بايقاعه ونغمه ليكون حركيا أكثر خاصة حينما نستمع إلى مذهب العمل وبالتالي هذا التنوع لايكون مختاراً حسب إرادتنا بل هي الأجراس الموسيقية تقدمه عنوة ليلتقي وتكون أنغاما تلتقي مع الروح ليتحادثا سويا دون حواجز
ابكي سنين وايام
ليلي ونهاري ظلام
من فرقتك ما انام
اتمنى يوم المنى
ساعة صفاك والمنى
ياللي بغيت بعيد
اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
كثيرا مانستمع للاغاني ذات الإيقاع الشرقي في مذهبها إلا أن تفاعل المجاميع في قيادة المذهب كانت تحمل الشيء الكثير استعداداً لدخول المطرب لكن اختلف في غنائه الشيء الكثير هنا تأتي الأفكار الجميلة لتحملها الينا كأفضل الأغاني في تنوعها الايقاعي والموسيقي
هذا العمل يعطي المستمع بأننا كنا ذوي قدرة خرافية في صناعة الأعمال الغنائية ربما نحن كذلك في القليل من أعمالنا الخليجية التي لا تمثل واقعنا ولا تخاطب وجداننا بكل تأكيد هناك أسباب؟
اعتقد أن أولها التعالي على الكلمة أو لغة المحاكاة التي تكون مختصراً وتقربنا إلى العمل بشكل جيد إذا كانت تحمل تلك المواصفات
صوت السهارى لا اعتقد ان أحدا قدمها بشكل عوض دوخي الرهيب ربما أن أحدا لم يستند إلى مفهومها اللغوي ويضطر إلى سماعها حاليا رغم ذلك هي الأغنية الذهبية التي مازال العديد من فناني الكويت يتغنى بها إلى وقتنا الحاضر وكانت أهم عناصر نجاح المسارح الثقافية
صوت السهارى ذهب في حناجر النجوم لا تبتعد عنها إلا وتعود إلى سماعها
اشهر ماقيل فى عوض دوخى
ام كلثوم قالت عنه لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي
أما عبدا لوهاب فقال عنه عندما استمع لعوض الدوخي فإنني أتخيل كأنني أسبح في مياه الخليج الدافئة
وتقول الفنانه القديره عودة المهنا في عوض دوخى أنا أحب فن وأغاني عوض دوخي فهو فنان أصيل مرتبط بتناوله أغاني فيها روح الأصالة والتراث ولهذا فنحن ننتظر سماع فنه وأغانيه
تحدث الباحث في التراث الموسيقي الفنان بدر الجويهل عن الفنان عوض دوخي فقال إن الفنان عوض دوخي فنان كبير وله مكانة كبيرة في الغناء الكويتي وأذكر أنه قام بغناء أغنية الفجر نور بعد أن قال حمد المؤمن ليوسف دوخي إن الكويت سوف يعلن استقلالها فقام بتأليف الأغنية وبتلحينها فورا وغناها عوض دوخي وقد أحبها الشيخ عبد الله السالم كثيرا
ويقول عنه د بندر عبيد الفنان الراحل عوض دوخي شمعة من شموع الفن الكويتي التي ما زالت تضيء سماءه حيث يكشف للمستمعين في أغانيه وصوته وترنيماته وأحاسيسه الجميلة المعبرة عن الأصالة الفنية الكويتية ويذكرنا بالتاريخ العريق لأبنائنا وأجدادنا أيام الغوص والسفر والترحال وشقاء الحياة
ويقول د فهد الفرس الفنان عوض دوخي احد المبدعين والرواد في مجال الغناء والتلحين وله بصمة واضحة في تاريخ الاغنية الكويتية فنان مخضرم عاصر الغناء الكويتي القديم والحديث تأقلم مع التطور فأظهر لنا اعذب وأرق الالحان الكويتية في الستينات فنان عشق التراث وغناه بطريقته واسلوبه فأضاف إليه القيمة الفنية فنان مجدد ادخل اساليب حديثة من حيث المقدمة والجملة اللحنية
المايسترو سعيد البنا قال هو فنان مرهف الحس وصوته جميل كما ان عزفه على العود رائع لكنه مزاجي وعندما نعمل بروفا للحن فجأة يتوقف ويقول كفاية وكما تعلم فانه كان يعشق ام كلثوم لذا كان الملحن نجيب رزق الله يلحن له اغاني قريبة في الجو العام من الحان ام كلثوم وكان يجلس مع السنباطي عندما يسافر الى مصر
ويقول الفنان الكبير الراحل سعود الراشد بأن يكفي فخراً لعوض دوخي أغنية صوت السهارى كما أنه وصفه بالفنان الكبير
رحلة المرض والمعاناة
دخل الفنان الكبير عوض دوخي مرحلة المرض والمعاناة في شهر يوليو 1974 عندما ألمت به وعكة صحية اضطر معها إلى ملازمة الفراش في مستشفى الصباح لكن حالته الصحية تحسنت لفترة بسيطة ثم عاودته الآلام الشديدة وتدهورت حاله وتقرر علاجه في لندن وقد تكررت بعد ذلك رحلاته للعلاج فقد رافقه في الرحلة الثانية بدر بورسلي وعاد الى الكويت 8 نوفمبر 1974 بعد علاج طويل في لندن استمر لشهور موفدا بأمر من حضرة صاحب السمو أمير البلاد وكانت مجموعة من الفنانين والمعجبين والمحبين في انتظار عودته وفي حوار قصير معه بعد عودته قال طوال تلك الفترة كان الأطباء يعالجون تأثير العمليات التي اجريتها في الكويت وقد أعجبت بانسانية الطبيب هناك
وبعد ان منّ الله عليه بالشفاء عاد مرة أخرى الى مزاولة فنه ويقول الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر بعد ان منّ الله على عوض دوخي بنعمة الشفاء عاد الى مزاولة فنه والى عشاق فنه الرفيع اذ ان الراحل لم يفكر قط في ترك الفن والغناء حتى وهو في قمة الألم وقدم بعد رحلة العلاج ثلاث أغنيات وهي اشاعة كلمات سلمان الظفيري وألحان عوض دوخي وعاكسني الهوى كلمات عبدالعزيز البصري وألحان عوض دوخي وصوت يا جزيل العطا من كلمات احمد الآسي وألحان محمد فارس
وبتوجيه من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام آنذاك الشيخ جابر العلي سجل تلفزيون الكويت سهرة مع الفنان عوض دوخي مدتها ثلاث ساعات اشترك فيها معه محمود الكويتي فرقة الفنطاس فرقة عودة المهنا وقدمها رضا الفيلي وأخرجها فيصل الضاحي
النهاية
في 26 نوفمبر 1979 جموع الفنانين من شتى المجالات ومئات الجماهير والمواطنين تنتظر عودة عوض دوخي من رحلة العلاج وبعد قرابة الشهر وتحديدا في 17 ديسمبر 1979 ودعت الكويت الفنان عوض دوخي حيث اشتد عليه المرض وقد شيعت جنازته في ذلك اليوم وسارت الجموع وهي تحمل نعشه الى مثواه الأخير حيث قدم هذا الفنان وطوال ثلاثين عاما رصيدا كبيرا من الأغاني وأثرى المكتبة بأعماله الرائعة
رحل الفنان عوض الدوخي عن عمر يناهز الخامسة والأربعين عاما وافتقد الجميع هذا الفنان الذي شيعه مئات الفنانين والجماهير من الخليج والعالم العربي
هذا هو الفنان الراحل عوض دوخي الذي استمعت الى صوته سيدة الغناء العربي ام كلثوم وأعجبت به وكذلك موسيقار الأجيال ولحن له كمال الطويل وبليغ حمدي وقابل كبار المطربين والفنانين مثل أحمد رامي وعبده صالح ونجيب رزق الله
وقبيل رحيله قال شقيقه يوسف دوخي كان أخي يعيش مرحلة صعبة قاربت الموت فقد كان يقول كلمات غير مفهومة وكان يشعر انه سيموت لا محالة وهذا الاحساس نقله الى أخته وكانه يريد ان يقول شيئا
ومن أجمل الأغاني التي قدمها هذا الراحل أغنية جزيل العطاء من كلمات احمد الآسي ومن ألحان محمد بن فارس ويقول مطلعها
يا جزيل العطا نسألك حسن الختام
فرج الهم واكشف مضيقه
واجعل المصطفى شافعي يوم الزحام
يوم يفر الشقيق من شقيقه
كانت رحلة عوض دوخي مع الغناء زاخرة بالأعمال الرائدة التي ما زالت تتردد وستظل أعمال هذا الرائد علامات مضيئة في مسيرة الأغنية الكويتية
الحانة تجديدات عبرت بالاغنية الى منعطفاتها الهامة
ان حلفوك على ان لا تواصلنا
فابعث سلاما لنا في طي قرطاس
واكتب على جانب القرطاس بالقلم
لا يرحم اللة من لايرحم الناس
هكذا سلم عوض الدوخي الصوت الذي يحمل من الاصالة ما لم يحملة اي لون من الفنون كلام بديع واداء مثقف متقن وذوق رفيع وصوت رجولي ينساب كالماء الزلال يشنف الاسماع ويطرب النفوس ويدع الارواح تسبح في فضاء الانغام المنسجمة، والكلام عن عوض الدوخي واسع ومتفرع ذلك لانة فنان كبير واصيل وكبير وشامل انغمس بالاصالة والتراث والابداع في العقد الثالث من القرن المنصرم كان الدوخي يستمع ويتأمل في الساحة الغنائية الكويتية المضطربة في تلك الفترة والتي كانت عبارة عن خليط من التراث المحلي والمستورد وكان يحفظ كل ما يسمع وهو يرى ان الغناء في الكويت لم يستقر بعد ولم يأخذ هويتة الواضحة استمع الى الفن البحري والعرض والصوت الهبان والليوا والسامري والقادري والخماري بالاضافة الى القوالب اللحنية التي ترد الكويت من هنا وهناك وكان يرى في نفسة الموهبة الفنية الرائعة وبأي اسلوب يخرج للناس حيث كانت الاصوات الكبيرة المؤدية لتلك الفنون والفرق الشعبية المتناثرة مابين البراحات الواسعة تحيط بة من كل مكان
ولد عوض الدوخي مع عبداللة فضالة وعبد اللطيف الكويتي وغيرهما من الاصوات ولكن صوتة كان يحمل خصوصية متفردة واذا اردنا ان نبدأ رحلتنا مع هذا الفنان الخالد فاننا نوزعها على خمس مراحل وفي هذه المراحل الخمس اجاد الدوخي ايما اجادة ولنبدأ بفن البحر فهو يعتبر من اقدم الفنون التي الفها اهل الكويت وفن البحر معروف لدى الجميع وما اغنية يا ساهر الليل مثلي ما تنام ذكرتني بالاحبة يا حمام الا دليلا على صحة ما نقول، اما اذا سمعتة وهو يغني النهام فانه ينقلك الى الاجواء الحقيقية لهذا الفن الراقي والذي كان متألقا به يطل علينا من خلال شاشة الكويت الصغيرة، بالاسود والابيض وهو يرتدي لباس البحر فقد كنا نشعر بالمشاق العظيمة والعميقة التي يعانيها البحار من خلال صوت عوض الدوخي وهو يؤدي ذلك الموال الذي يقول دمعي تحادر على وجناي هما لي فهو ينقل لنا باحساس مرهف وفيض من الصدق الفني صورة متكاملة عن البحر وفرسانة وفنهم
اما المرحلة الثانية فهي فن الليوا والهبان والطنبورة وهذة الاخيرة جاءت من خارج الكويت وقيل انها من افريقيا وقد احسن عوض تهذيبها وتطويرها وحينما سجلها لتلفزيون الكويت كنا نرى حقيقة ما يجري داخل المكيد او التكية او بيت الجن وقد قدم اغان كثيرة مع الطنبورة والطنبورة هي آلة يستخدمها السود بصورة خاصة والذين جاؤا بها من افريقيا وهي تضرب كما يضرب العود ولكن اوتارها من امعاء الماعز ولها صوت محدود من الناحية النغمية وتستخدم في اداء الكودات فقط والايقاعات المصاحبة للطنبورة ايقاعات ثابتة تصاحبها الرقصات السرعية
قدم عوض الدوخي اغان كثيرة اهمها اغنية يا جميلة اسويتي بينه واغنية يا ابن الناس كذلك قدم لليوا اغان عديدة ايضا منها اغنية أهلا يابو كذلة وبجيتك اهلا كذلك اغنية تسلم يابو سمرة يا منور السهرة وقد ادخل عوض الدوخي الكورال الموسيقي والكورس الادائي على هذا الفن وقدمة باسلوب عصري متقدم مقبول. اما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الصوت الذي التصق به وكأنة قد عجن منه وكان صوت الدوخي مثقفا متطورا متألقا يعتمد القصائد الكبيرة لشعراء كبار وكان ينتقي اشعارا جميلة ويعيد ما سجلة الذين سبقوة امثال عبداللة الفرج ومن عاصره ومن الاصوات المهمة التي عرف بها عوض دوخي صوت جفني لطيب الكرى يا صابح قد هجرا ودمع عيني دما يوم الفراق جرى
يعتبر عوض الدوخي فنان الاصوات الاول ولن يستطيع احد مجاراتة في هذا المنحى وكان حنجرته قد خلقت للصوت، والصوت فن قديم ذكر في اهم الكتب التاريخية التي الفت عن الموسيقى والغناء وقد نقلة الى الكويت الفنان الراحل عبداللة الفرج المتوفي سنة 1925
اما المرحلة الرابعة التي انتقل بها عوض الدوخي من التراث الى الحداثة والغناء الجديد المتطور فهي ولوجة باب التلحين واداء الاغاني ذات الانغام المنسجمة المتحركة ولما انتقل عوض الدوخي الى هذة المرحلة حمل اصالتة وكان امينا عليها وكانت الحانة تنبع منها كان ينهل من التراث ويغذي الحانة المتجددة وكان الدكتور يوسف الدوخي ساعده الايمن في تلك النقلة ويوسف الدوخي هو الشقيق الاصغر لعوض الدوخي وكان من اعلم الناس بتراثهم واثقفهم فيه وبفنونهم الشعبية وقد اعطى للموسيقى الكويتية والعربية نماذج خالدة من الالحان الاصيلة وكان اول تعاون بين الاخوين هي الاغنية الخالدة صوت السهارى التي نقلت الغناء الكويتي الى مرحلة جديدة ذلك لانها ذات قيمة فنية غنية تحمل طابع التحولات النغمية المتجانسة
ومن المعروف ان الغناء المحلي في تلك الفترة كان يمشي على رتم واحد وكان الملحن يعتمد ايقاعا ثابتا كالسامري او الدوسري ويصاحبه نغم ثابت من الرست او البيات اما صوت السهاري فقد حملت اكثر من اربعة تحويلات نغمية وثلاثة ايقاعات مختلفة وربما كان للمدرسة المصرية دور في هذا العمل الخالد وبعد هذه الاغنية راح عوض الدوخي يقدم الالحان المتحركة بعيدا عن الجمود والرتابة ثم انه اختار بعض اشعار العباس ابن الحنف الشاعر العباسي المرهف فصاغ لها الحانا جميلة واعتمد ايضا الشعر الحديث وكانت اغانية التي قدمها منذ مطلع الستينيات مدرسة واضحة استقى منها الملحنون الكويتيون الحانهم وقد نجح عوض الدوخي في اداء القصيدة العمودية ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر اغنية رد قلبي واغنية الا ياصبا نجد متى هجت من نجد فنرى في تلك الاغنيتين تمكن الدوخي بصوتة الرخيم من اتقان التحويلات النغمية الصعبة التي تنتقل من القرار الى الجواب كذلك فأن عوض دوخي لحن تراثيات عديدة باسلوب موسيقى رائع وذلك لفهمة العميق في علم الموسيقى واستطاع بموهبته ان يهذب التراث فكانت سامرية يا بنات الحي ماشفتو الحسين بينكم لي صاحب حلو الشفاه
اما الاغاني الشعبية فقد كان للدوخي دور في تطويرها وانتشارها وقد لحن اغان شعبية خفيفة لم تلبث ان انتشرت في الوطن العربي الكبير ومنها اغنية ياما شغلني هواك ولم يغادر الدوخي الاغاني الوطنية ولم يهمل جانب الاغاني الدينية ففي الجانب الوطني سجل اغان عديدة وطنية وقومية كذلك فقد تغنى برمضان وبالعيد وقدم تواشيح دينية رائعة ونال شهرة كبيرة في الوطن العربي وحقق مجدا عظيما يحلم بة كثير من الفنانين ذلك لما يتمتع به من قدرات عالية في الاداء، وبعد ان نجح كمطرب متمكن من كل الالوان الغنائية وكملحن عرف اسرار صوته واكتشفها وتمكن منها راح يفتش عن اسلوب جديد يقدمة للناس وكان الدوخي من اشد المعجبين بفن سيدة الغناء العربي ام كلثوم وكان يغني لها في جلساته الخاصة بعضا من اغانيها فشجعة من استمع الية على تسجيل بعض المقاطع الغنائية من اغاني ام كلثوم
وحاول عوض الدوخي سنة 67 تسجيل الكوبليه الاول من اغنية اروح لمين والذي تقول كلماته كلمة ونظرة عين والقسمة وياهم وبث هذا التسجيل من الاوساط الجماهيرية اذ لم يكن يعرف عن عوض الدوخي انة يغني لام كلثوم ولكنة فاجأ جمهوره باداءة الطيب وروحيته الخاصة التي اضافت للاغنية نكهة رائعة وبعد تردد ومناقشات راح عوض الدوخي ينتقي من اغاني ام كلثوم ما يناسب طبقته الصوتية وبذكاء الفنان الواعي المدرك نجح بادائة للون ام كلثوم فسجل عدة مقاطع نذكر منها اغدا القاك وانت عمري والحلم وعودت عيني على رؤياك ثم ذهب ابعد من ذلك حيث سجل اغنية الامل واغنية عودت عيني بشكل كامل وكانت شركات الكاسيت تتهافت على تسجيلات الدوخي في كل مكان وذلك للنجاح الذي حققه هذا المطرب وقد وصلت المبيعات الى ارقام خيالية وهكذا تربع عوض الدوخي في قلوب الناس كفنان متميز وصوت متفرد قلد كثير من المطربين وساهم في رفد الحركة الفنية الخليجية وكان مطربها الاول حقق كل هذا المجد بجهد خاص فهو فنان موهوب لا غير الا ان موهبته كبيرة وشاملة فهو لم يدرس الموسيقى ولكنة درسها واصبح مدرسة في الاداء والتلحين غنى اكثر من اربعين عاما ورحل منذ ربع قرن تقريبا تاركا اعمالا فنية كبيرة وخالدة يمتاز الدوخي بشخصية قوية بقوة فنه كان شديد التواضع الا انه لن يلاحظ عليه الابتذال وكان خليجيا في كل الحانة وادآته
يقول عنة النقاد انه خلج الفن المصري ولن يدفعه فهمه للموسيقى المصرية الى انكار هويتة او الاابتعاد عنها وقد قالت عنه سيدة الغناء العربي انه لم يقلدني في اي اغنية بل كان يتألق في اغنياتي اما عبد الوهاب فقد قال عنه حينما اسمع هذا الفنان اسبح في مياه الخليج رحم الله فناننا الخالد وهو باق فانه لن يمت
فى جريدة الوطن كتب فيصل العلي فى الذكرى الثامنة والعشرون لوفاته
عوض دوخي فنان لن تتكرر موهبته في تاريخ الأغنية الكويتية
اليوم هي الذكرى الثامنة والعشرون لرحيل الفنان الكويتي عوض دوخي الذي ولد في عام 1932م في منطقة شرق وترعرع في منزل فني أخوه الأكبر عبد اللطيف الكويتي كان مطربا ونهاما ويعزف على العود وأخوه الأصغر الدكتور يوسف دوخي احد أعمدة الفن الكويتي فهو شاعر وملحن ومطرب أيضا اضافة الى انه أول خليجي يحمل الدكتوراه في الموسيقى وتوفي في السابع عشر من شهر ديسمبر من عام 1979م
والفنان الراحل عوض دوخي مطرب وملحن وعازف عود من الطراز الأول ويعد من أفضل مطربي الكويت خاصة انه عاصر حقبة الغناء القديمة الحديثة للأغنية الكويتية فهو يجيد معظم الفنون الغنائية القديمة مثل الصوت والسامري والخماري والنهمة والليوة والطنبورة ثم أبدع بالغناء الحديث سواء كان ذلك في الشعر الفصيح أو باللهجة الكويتية ليكون احد مجددي الأغنية الكويتية الحديثة وقد ترك بصمة خاصة به بدليل أن هناك الكثير من أغنياته ما زالت منتشرة بين الناس
ومن عرف الفنان عوض دوخي يدرك تأثره الكبير بالفنان البحريني محمد بن فارس خاصة بفن الصوت الا انه استطاع أن يصنع لنفسه مدرسة فنية خاصة به كما كان يعشق غناء الفنانة أم كلثوم
وكانت أول أغنية له في اذاعة شيرين الخاصة والوحيدة في الكويت في ذلك الوقت هي أغنية صوت يشوقني برق من الحي لامع ثم غنى في صوت يا من هواه أعزه وأذلني في اذاعة الكويت في عام 1960م
وقد غنى للكثير من شعراء الكويت منهم الشاعر عبد المحسن الرفاعي الذي غنى له أغنية حاربت حلو الكرى وأغنية آه يا قلبي وأغنية يا طير سامر للشاعر الراحل محمد التنيب وأغنية اليوم وصلني كتاب وأغنية يصعب علي سلامك للشاعر سلطان عبد الله سلطان وأغنية يا بنات الحي للشاعر بدر الجاسر العياف وأغنية عذروب خلي للشاعر جاسم شهاب
وقد لعب أخوه الدكتور يوسف دوخي دورا رئيسا في تميزه كفنان اذ كتب ولحن له العديد من الأغاني منها وسط القلوب يا كويتنا ورد قلبي لا تخاصمني وأغنية على بالك مثل أول وأغنية صوت السهارى وعدة أغان كتبها الشاعر محمد محروس أهمها أغنية الغيرة سبايب التي لحنها نجيب رزق الله وأغنية يا ساهر الليل التي لحنها أحمد باقر
في عيون الآخرين
وقد تحدث عنه الكثير من الفنانين في الكثير من وسائل الاعلام المختلفة منهم الشاعر الراحل فايق عبد الجليل الذي قال عنه في كتاب له ان البحر يسكن حنجرة عوض دوخي
ويكمل الحديث الشاعر محمد محروس الذي قال ان الفنان عوض دوخي كبير لم تكن علاقتي به جيدة في الستينات بل كان هناك بيننا خلاف الا أننا أصبحنا أصدقاء عندما تعاملنا معا بأكثر من أغنية منها أغنية من باب المطار والتي كانت بمناسبة زيارة شاه ايران للكويت ثم كتبت له أغان عدة منها يا ماشي عنا التي لحنها نجيب رزق الله وأغنية من أول يوم التي لحنها عوض دوخي وأغنية يا راعي الهوى التي لحنها محمد التتان الا أن هناك أغنية هي التي لاقت نجاحا كبيرا هي أغنية الغيرة سبايب التي لحنها نجيب رزق الله وكان عوض دوخي يعشقها بصورة كبيرة لدرجة انه كلما غنى المقطع الغيرة سبايب لفراق الحبايب يبكي فيتوقف التسجيل الى أن سجلها بعد محاولات عدة وكان بعدها كلما رآني يقول لي أهلا باللي بكاني
وقال الفنان بدر الجويهل عندما جاءنا خبر وفاة الفنان عوض دوخي كنا في مهمة رسمية حيث اقامة أسبوع ثقافي كويتي في بغداد في عام 1979م فأقمنا عزاء له في الفندق ببغداد وقد جاءنا الكثير من الفنانين والاعلاميين العراقيين لأداء واجب العزاء وقد كانت له شعبية في العراق ولما عدنا للكويت ذهبت الى أخيه يوسف الذي عاد من دراسته بمصر ثم زرنا قبر عوض دوخي
وبين الجويهل انه عرف عوض دوخي من خلال جارهم مساعد العتيبي الذي كان مروسا له في بداياته وسجل معه بعض الاسطوانات
وقال الجويهل ان عوض دوخي كان بحارا ثم ا صبح «مكبس» أي مطرب السفينة في السفر وكان يحب الغناء الجميل خاصة محمد بن فارس وأم كلثوم كما كان يعشق مقرئ للقرآن الكريم عراقي اسمه محمد عبد الوهاب
وذكر الجويهل أنه لازمه في الكثير من الحفلات الخاصة وأضاف انه كلما سألته ماذا ستغني الليلة كان يتأمل لفترة ثم يقرر
وكان فنانا حساسا يستشف نوعية المستمعين بسرعة وكان يغني بعمق كبير بل انني لن أكون مبالغا ان قلت بأن عمق الغناء عنده يقف عند كل حرف وليس عند كل كلمة يغنيها
وأكد الجويهل انه كان انسانا رقيقا وكان قريبا جدا من أسرته خاصة أمه وأخته وكان يقوم ببعض أعمال الخير كما كان كريما وكان يساعد الناس في انهاء معاملاتهم بينما يتناسى معاملاته الشخصية وهذا ليس غريبا على أسرته التي كانت لديها خادم من احدى الدول الخليجية وهو طفل فكانت أمه ترعاه كابن لها الى أن كبر وتعلم وغادر الى بلده
وأشار الجويهل الى أن الفنان عوض دوخي قام باطلاق اسم فهمي على ابنه الأول لأنه كان على صداقة عميقة مع عازف كمان وعود عراقي في فرقة الاذاعة الكويتية اسمه فهمي وكانت صداقته عميقة جدا مع هذا الشخص الذي توفي في حادث طائرة من القاهرة الى قبرص فأطلق اسم فهمي عليه وفاء له
وأضاف الجويهل أن الفنان الراحل عوض دوخي كان على علاقة وطيدة مع كبار الفنانين العرب وفي مقدمتهم عبد الحليم حافظ الذي صادف أن غنيا معا في شارع الهرم كل في مكان مختلف عن الآخر وكان الشارع ممتلئا بالجمهور وحدث اختناق مروري جراء ذلك فقال له عبد الحليم مازحا ما ينفعش أغني أنا وأنت في شارع واحد وليلة واحدة كما أن الخليجيين فرحوا كثيرا بغناء عوض دوخي في القاهرة لدرجة أن بعض المطربين صفقوا له كثيرا وهو يغني لأم كلثوم ونثروا عليه الورود
واختتم الجويهل تصريحه وقال ان الفنان يوسف دوخي هو المخطط الفني لعوض دوخي بالكثير من الحالات وان كانا يختلفان كثيرا فنيا لان يوسف كان يبحث عن التطوير والاضافة فأدخل الطنبورة والليوة في الأغنية الحديثة التي غناها عوض دوخي وكان يجيدها حيث غنى يا جميلة ويا وليد الناس بعد أن قمنا معا بعمل بروفات في منزل عوض دوخي بوجوده مع يوسف دوخي وصالح مرجان وهو صاحب أشهر فرقة طنبورة في الكويت
صوت يأخذ بشغاف القلب
كتب ابن الراحل فهد عوض الدوخي
عوض دوخي ... صوت يأخذ بشغاف القلب
تحلّ اليوم الذكرى الثلاثون لوفاته
الخميس 17 ديسمبر 2009 ,29 ذو الحجة 1430
تحلّ اليوم الذكرى الثلاثون لوفاة الفنان الكويتي عوض دوخي، الذي امتد مشواره الفني أكثر من 30 عاماً، وهو أحد الفنانين الذين تـأسست الإذاعة والتلفزيون على أيديهم، كما تـغنى خلال مشواره الفني بجميع الألوان والأطوار الموسيقية.
بدأ الدوخي مشواره الفني في وزارة الإعلام 'وزارة الأنباء والإرشاد آنذاك' عام 1958 من خلال إذاعة الكويت، إذ افتتحت رسمياً في ذلك العام. يمتد مشواره سنوات أبعد من ذلك بكثير أي في عام 1947 من خلال إذاعات خاصة مثـل 'إذاعة شيرين - الإذاعة الأهلية، أو كما كانت تسمى بإذاعة أوميغا - إذاعة الأمن العام' وتوفّاه الله في 1979/12/17، فقد امتد عطاؤه ومشواره الفني أكثر من 30 عاماً، حيث لم يتحفنا الفنان الدوخي ولم يطربنا بأغنية واحدة من أغانيه خلال تلك الفترة! نستغرب أن يُـكرَّم هذا الفنان بهذا الشكـل اللافت إلى النظر والمثير للجدل في الوقت ذاته!
الفنان المرحوم عوض دوخي كُـرِّم كثيراً ويندر أن نجد مطرباً آخر حظي بهذا القدر من التكريم، فوزارة الإعلام كـرَّمته أكثر من مئة مرة بمهرجانات خارجية وداخلية، والدولة أطلقت اسمه -بحسب ما أذكر- على ثلاث جهات حكومية 'شارع و مدرسة ومبنى التلفزيون'، فلماذا كـل هذه التكريمات؟! وكـل هذه الضجّة الإعلامية ؟! عوض دوخي مجرّد فنان متواضع الإمكانات يملك صوتـاً عاديـاً لا يؤهله أن يكون مطربـاً تُـطرب له الآذان.
شهادات وتكريم
يتبادر إلى الذهن سؤال: هل كُـرِّم عوض دوخي فقط لأنه من المطربين الذين تـأسست الإذاعة والتلفزيون على أيديهم أم لأنه تـغنى خلال مشواره الفني بجميع الألوان والأطوار الموسيقية مثل فن الصوت- الأغاني الشرقية- الفن البحري- الكلثوميّات- فن الطمبورة- اللّيوة- الخمّاري- السامري- العرضة- الردحة- فن اللّعبوني- السواحلي؟ أم كُـرِّم لأنه تغنّى بأغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم؟ فقد أجاد بها، بشهادتها هي شخصياً عندما قابلته واستمعت بصوته لأغنيتها (أهل الهوى) وكذلك استمعت لأغنيته، رُدَّ قلبي، حيث قالت له عند سماعها صوته 'صوتـك يأخذ بشغاف القلب وسمعت أغنياتي من صوتـك فظللت أكرّر... الله... الله '.
قد تكون الأسباب السابقة جميعها مبرراً قوياً لتكريم هذا الفنان المبدع، ومما قالت عنه سيدة الغناء العربي: 'أنت عندك طبقة صوت ممتازة... عندك قرار عظيم'، وكذلك بشهادة الملحن المبدع محمد رياض السنباطي حين قال عن الفنان الدوخي في رسالة خطية مؤرخة بتاريخ 1969/8/16: 'استمعت كثيراً للصوت الحبيب المعبّر الدافئ وهو صوت الأستاذ عوض الدوخي فكنت أتأثّر وأطرب كثيراً لهذا الإحساس المرهف وإنّي إذ أعبّر عن إحساسي به أتمنى له كل توفيق ونجاح دائم'.
ولا ننسى كذلك شهادة الموسيقار محمد عبدالوهاب، حين قال عند سماعه الى لحن أغنية -صوت السهارى- وأُعجب بأداء الفنان عوض دوخي 'إنه أرق صوت آتٍ من الخليج، وعندما اسمع عوض دوخي أتخيّل كأنني أسبح في مياه الخليج الدافئة'، أما الفنان المبدع عازف العود محمد القصبجي والمعروف عنه الصراحة وعدم المجاملة كانت شهادته في الفنان عوض دوخي كالآتي: 'إن عوض دوخي كلّه إحساس وطرب -وحاجة عظيمة خالص- وإنه فنان حسّاس وعنده ذوق في الغناء والموسيقى وعندما استمع إليه فإن صوته يدل على أنه فنان يحب الطرب وأتمنّى أن يكون سعيدا في غايته'، ويجب ذكر ما قاله العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كذلك في حق الفنان عوض دوخي عندما التقيا في جلسة جمعت بعض الأصدقاء وكان عبدالحليم في أوج شهرته ونجاحه فداعبه عوض بتحدٍ غنائي بينهما حتى يثبت له الفرق الشاسع بين صوتيهما واعتبر الحضور سكوت العندليب قبولاً للتحدي، فغنى عوض مقاطع من أغانِ طربيّة متعددّة المقامات الموسيقية ما أدهش الحضور وأثار إعجابهم ومنهم حليم، الذي قال بعد ان سمع الروائع من عوض 'مش هاتحداك يا عم أنا صوتي على قدّي'.
كذلك الموسيقار المصري محمود الشريـف الذي قال عنه: 'إنّ صوته يذبح'، وقال عنه الفنان كارم محمود: 'إنه صاحب الصوت الذي ليس له شقيق'، وكذلك المبدع بليغ حمدي والملحن سيد مكّاوي والملحن كمال الطويل الذي لحّن للفنان عوض دوخي أغنية، يا طير سامر.
وبرأيي أن جميع من سبقوا تقريباً أخطأوا أو بالغوا أو جاملوا بهذا الكلام، فيا وزارة الإعلام كـفى تكريماً لهذا الفنان! أتساءل أيضاً هل يكرم الدوخي لأنه أول من غنّى أغنية وطنية، وهي أغنية 'الفجر نـوّر' أو لأنه أول من غنّى لدستور الكويت وكان ذلك في أغنية
'وسط القلوب' أو لأن الفنانة الراحلة فايزة أحمد غنت أغنيته الشهيرة 'صوت السهارى' أو لأن الفنان المبدع وديع الصافي غنّى من أغانيه أغنية 'آه يا قلبي' أو لأن كـل ما تغنّى مطرب من المطربين الحاليين أغنية من أغانيه يفشل فشلا ذريعاً أو لأن الشيخ الراحل عبدالله السالم طيّب الله ثراه أصدر أمراً أميريـاً ببث الأغنية الوطنية (الفجر نـوّر) يومياً في إذاعة الكويت الساعة الرابعة عصراً ولمدة أربع سنوات متتالية، أو لأنه تغنّى بأغاني صعبة جداً مثل 'مستحيل- رُدَّ قلبي- ياعونة الله- أحاول- إنت والأيام - هجرني- فات الأوان، وغيرها الكثير'. أنا في غاية التعجّب والاستغراب من هذا التكريم اليومي وبشكل ممل لدرجة ان وزارة الإعلام سخّرت جهازي التلفزيون والإذاعة لبث أغاني المرحوم الدوخي في هذا اليوم الذي يصادف تاريـخ وفاتـه بعدد 50 أغنية على مدار الـ24 ساعة، لماذا كل هذه الضجة الإعلامية؟! هل لأنه وبعد مرور ثلاثين عاماً على رحيله لم يستطع أحد المطربين أن يغني ويجيد واحدة من أغنياته أو لأنه اشتهر بالكويت والخليج العربي والوطن العربي بدون وسائل الإعلام المنتشرة حالياً مثل الفضائيات التي تُشهر أيـاً كان في يومٍ واحد، فهذا كله وبعد كل هذه الأسباب التي ذكرنـاها لكم أقول ليس لهم الحق بأن يُكرَّم هذا الفنان بهذا الشكل الذي لم نشهد له مثيلا. وفي نهاية كلامي ليس لدي إلا أن أقول ماذا نذكر من أغاني الراحل عوض دوخي العاطفية، هل أقول: صوت السهارى- عذروب خلي- رُدَّ قلبي- دوبي أطوف الليالي- الغيرة- يابن سالم- تصوّر أو شوقي زايد- وإذا أردنا ذكر الأغاني الوطنية فهل أقول: الفجر نوّر- سنابل- ياهل الدار- وردة ربيعية- الاستقلال- نشيد يا حماة للوطن- الفرحة الكبرى- تسلمي يا بلدنا- بشرى وافراح، ومن الأغاني السياسية: دار الدور- من أجل الثار- يوم النضال، ومن الأغاني الدينية: باركوا يا احباب- أبرك شهر، فكل هذه الأغاني لايــُطرب لها القلب ولا ينساب لها الإحساس، بالمختصر المفيد صوت عوض دوخي لا يصلح للغناء ويجب شطب جميع أغانيه من التلفزيون والإذاعة لأنه صوت لا يبعث الحنين ولا الدفء ولا الاسترخاء ولا يوجد به جواب أو قرار من الناحية الموسيقية إذ إن صوت عوض دوخي متواضع جداً لكن الأجهزة الإعلامية آنذاك جعلته مقبولاً بعـض الشيء واضحك يا زمن.
المصدر :
الجريدة - فهد عوض الدوخي
الخميس 17 ديسمبر 2009 ,29 ذو الحجة 1430
تاريخ انشاء هذه المدونه الاثنين 17 ديسمبر 2007
****************
مصادر المقال
وكالة الانباء الكويتيه كونا
http://www.kuna.net.kw/NewsAgenciesPublicSite/ArticleDetails.aspx?Language=ar&id=1764940
جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=530739&pageId=321
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=449545&pageId=321
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=578691&pageId=42
جريدة الرياض السعوديه
http://www.alriyadh.com/2007/04/27/article245233.html
http://www.alriyadh.com/2006/12/27/article212278.html
منتدى زرياب للموسيقى والغناء الشرقى الكلاسيكى
http://www.zeryab.org/zeryab/index.php
مصادر المقال
وكالة الانباء الكويتيه كونا
http://www.kuna.net.kw/NewsAgenciesPublicSite/ArticleDetails.aspx?Language=ar&id=1764940
جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=530739&pageId=321
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=449545&pageId=321
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=578691&pageId=42
جريدة الرياض السعوديه
http://www.alriyadh.com/2007/04/27/article245233.html
http://www.alriyadh.com/2006/12/27/article212278.html
منتدى زرياب للموسيقى والغناء الشرقى الكلاسيكى
http://www.zeryab.org/zeryab/index.php
16 comments:
هذه صفحتي على موقع يوتيوب وراح تلقى نوادر الغناء الكويتي ومن ضمن التسجيلات تسجيل مميز لعوض دوخي
زرياب
http://www.youtube.com/ekuwaiti
الف شكر لك اخى زرياب
سوف احاول ربط المدونه مع صفحتك فى يوتيوب
كثر الله خيرك
هائلة هذه المدونة . أود لو أستفسر عن الألحان التي قدمها ابو فهمي للجبلي وديع الصافي كما أريد التنويه على أن لا روابط مدرجة تحت أغاني الستّ .
أشكرك مجدداً و كيف أستطيع معك شكرا .
الاخ بليغ
اهلا وسهلا بك
ان شاء الله عندما تكتمل المدونه سوف تجد جميع الاغانى
وسوف اجب على باقى اسئلتك لاحقا
تحياتى لك وارجو قضاء وقتا ممتعا مع هذا الصوت الرخيم الشدى
Freekuwait
الاخ بليغ
اهلا وسهلا بك مجددا
فى الواقع لم اجد ردا على سؤالك بالانترنت ولكنى اتذكر انه وديع الصافى قد غنى رد قلبى وقد انشدها الفنان وديع وابدع فيها ولا يزال البحث عنها جاريا
لقد قمت باضافة عدد من اغانى الست ارجو ان تنال اعجابك
Freekuwait
الاخ بليغ
السلام عليكم
انا ذكرت لك ان وديع الصافى غنى رد قلبى على ما اعتقد
ولكن لى هاجس يقول انه غنى اه ياقلبى وليس رد قلبى ولازلت غير متأكد
تحياتى لك
عوض دوخي تاريخ قيم
ومن أحد روائع الفن بالكويت
:>
الاخت Aldenya
صح لسانك
obviously like your website however you need to check the spelling on quite a few of your posts.
A number of them are rife with spelling issues and I to
find it very bothersome to inform the reality on the other hand I'll definitely come back again.
Check out my website ; transfer news sky sports
I've been exploring for a little for any high-quality articles or weblog posts on this kind of space . Exploring in Yahoo I finally stumbled upon this site. Studying this information So i am happy to show that I have an incredibly good uncanny feeling I discovered just what I needed. I such a lot no doubt will make certain to do not disregard this web site and provides it a glance regularly.
Here is my webpage - latest transfer news chelsea
Wow, superb blog layout! How long have you been blogging for?
you made blogging look easy. The overall look of your website is wonderful, let alone the content!
Feel free to visit my website ; latest transfer news for arsenal 2011
I rarely comment, however i did some searching and wound up here Untitled.
And I actually do have a couple of questions for you
if it's allright. Could it be only me or does it give the impression like a few of these responses come across like left by brain dead people? :-P And, if you are writing at additional sites, I'd like to follow anything new
you have to post. Could you make a list of the complete urls of your communal sites like your
twitter feed, Facebook page or linkedin profile?
My weblog :: transfer rumours premier league summer 2011
Dear Anonymous
Regarding the spelling issue, i just copy & paste From newspaper and others, so its not my spelling
On the other hand i'm happy you discovered just what you needed in this blog
Regarding Your last Q. i'd rather not answer it.
Welcome to visit it anytime, with my best wishes
Greetings! I've been following your website for some time now and finally got the courage to go ahead and give you a shout out from Porter Texas! Just wanted to tell you keep up the great work!
Here is my web blog ... perfumes baratos
Helpful info. Lucky me I found your site by
chance, and I'm stunned why this accident didn't happened
earlier! I bookmarked it.
Stop by my web blog ; pizza games on cool math
smokeless cigarettes, ecigarette, e cigarette, e cigarette, buy electronic cigarette, electronic cigarettes
Post a Comment